مقال

رحمات الله عز وجل وبركاته

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رحمات الله عز وجل وبركاته
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد، عندما وصل نبي الله موسى عليه السلام إلى أرض مدين وجد الناس يسقون أغنامهم الماء باستثناء فتاتين قيل إنهما ابنتا شعيب عليه السلام، وكانتا تبتعدان عن الماء، فسألهما موسى عن سبب ذلك فأخبرتاه بأنهما تنتظران الرعاة حتى يُنهوا سقاية مواشيهما لتقوما بسقاية أغنامهما من بعدهم وذلك خشية مخالطة الرجال ومزاحمتهم، وأخبرتاه أن الإضطرار هو الذي دفعهما للمباشرة بسقاية الأغنام لأن أباهما رجل مسن لا يمكنه القيام بذلك.

فما كان من موسى عليه السلام إلا أن عمد إلى سقاية أغنامهما، ثم عادت الفتاتين إلى أبيهما وأخبرتاه بما فعل الرجل الصالح الذي سقى لهما الأغنام، وطلبت إحداهما من أبيها أن يستأجره لرعاية الأغنام، وبعدما سقى نبي الله موسى عليه السلام الأغنام للفتاتين جلس في ظل إحدى الأشجار مناجيا الله تعالى، فإذ بإحدى الفتاتين قادمة إليه وهي تمشي على استحياء وأدب وتخبره بأن أباها يودّ لقاءه لشكره وإعطائه أجر سقاية الغنم، فذهب نبي الله موسى عليه السلام إلى والد الفتاتين وأخبره بقصته مع فرعون وظلمه، فبشره بأنه قد نجا من الظالمين لانتفاء سطوتهم على بلاده، ثم عرض والد الفتاتين على نبي الله موسى عليه السلام تزويجه بإحدى ابنتيه،على أن يكون مهرها رعي أغنامهم لمدة ثماني سنوات.

فإن زاد عليها لتصبح عشرا فذلك تبرعا منه وإحسانا، فوافق نبي الله موسى عليه السلام على ذلك العرض، وهكذا بعدما خرج نبي الله موسى عليه السلام من مصر إلى مدين بعدما قتل الرجل القبطي الذي كان من آل فرعون دون أن يقصد ذلك، والتقى بفتاتين عند مورد ماء مدين فسقى لهما أغنامهما، فعادت إليه إحداهما وقد غمرها الحياء والأدب لتخبره بأن أباها يريد رؤيته لشكره على ما فعل، فذهب إليه موسى عليه السلام وأخبره بقصته مع فرعون وقومه، ثم قام والد الفتاتين بتزويجه إحدى ابنتيه على مهر رعي الغنم لمدة ثماني سنوات، فوافق نبي الله موسى عليه السلام، والقصة مشحونة بالدروس والنظريات في فنون التعامل مع الحياة والناس، ونظريات في الخطبة والزواج، وفي أدب المعاملات، وفي احترام وتقدير المرأة العاملة.

وفي أمانة المرأة وشجاعتها وجديتها ودورها ومشاركتها في المجتمع حينما تحتاج إلى ذلك، وفي بر الوالدين واحترامهما وتوقيرهما رغم هرمهما، في المشورة والحوار الأسري، خاصة في الأمور المصيرية للأسرة والأبناء، في الثقة التامة والصدق والإخلاص والأريحية الأسرية، وكذلك في المتابعة والمراقبة لسلوك الأبناء، خاصة عندما يأتون في مواعيد مبكرة أو متأخرة بلا عنت أو صخب أو ضجيج أو فضيحة أمام الجيران، وإن رحمات الله عز وجل وبركاته وكرمه على عباده جعلت فعل الخيرات هو من الصدقات، وجعل صلاة ركعتي الضحى تعدل هذا المطلوب الكبير من الصدقات، وسدادا للدين الواقع عليك في صبيحة كل يوم، وما سداد هذا الدين إلا من فعل الخيرات الذي تؤجر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى