مقال

ظاهرة الرحمة والقبول

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ظاهرة الرحمة والقبول
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 1 ديسمبر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن حراسة الأعراض وحماية الفضيلة سجية عربية وكريمة من كرائم العرب وأخلاقهم الفاضلة، فلقد كان العرب في الجاهلية يعدون المرأة ذروة شرفهم، وعرضها عنوان مجدهم، ولذلك فقد تفننوا في حمايتها والمحافظة عليها، والدفاع عنها زوجة وأما، ابنة وأختا، قريبة وجارة، حتى يظل شرفهم سليما من الدنس، ويبقى عرضهم بعيدا من أن يمس، ولم يكن شيء يثير القوم كالاعتداء على نسائهم أو المساس بهن.

ولذلك كانوا يتجشمون في الدفاع عنهن كل صعب، ولا يضنون بأي غالي، ولقد كانت الغيرة تولد مع القوم وكأنهم رضعوها فعلا مع لبان الأمهات، بل إن العدوان على العرض يجر الويلات والحروب وقد وصل العرب في الغيرة أن جاوزوا الحد، حتى كان بعضهم يئد بناته مخافة لحوق العار بهم من أجلهن، واعلموا يرحمكم الله أنه إذا أحب الله سبحانه وتعالى وجل شأنه العبد، نادى جبريل عليه السلام إن الله تعالى يحب فلانا فأحببه” وما قال إن الله أحب فلانا، بل “إن الله يحب” والفعل المضارع يدل على التجدد والاستمرار، إن الله تعالي يحب فلانا فأحببه فلا تبقى محبة الله للعبد محبة تختص به بل يكون من نتيجة ذلك وأثره أن عظيم الملائكة وكبير الملائكة وهو جبريل عليه السلام يحبه بأمر الله تبارك وتعالى فصار الله يحبه.

وأعظم الملائكة وهو جبريل عليه السلام يحبه، لأن جبريل عليه السلام يحب ما يحبه الله عز وجل، فينادي في أهل السماء ويعني هو جبريل عليه السلام ينادي في أهل السماء وهم الملائكة إن الله يحب فلانا، والسماء هنا جنس تشمل السموات السبع الطباق، كل أهل السموات، فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء” وأهل السماء هنا هذه تدل على العموم كل أهل السماء لأن “أهل” أضيفت إلى معرفة فكان ذلك عامّا كل الملائكة يحبونه ولا يُستثنى من هذا أحد، قال ثم يوضع له القبول في الأرض ويوضع له القبول أي أن قلوب العباد تحبه، إذا رآه أحد أحبه، فوضع القبول للعبد في الأرض دليل على محبة الله تبارك وتعالى له، والمقصود بوضع القبول له عند أهل الإيمان.

وإلا فإن أهل الكفر لا يحبونه، وإنما القبول عند أهل الإيمان، فينبغي ألا يغيب عن البال أن ظاهرة الرحمة إن حلت في قلب الأبوين، وترسخت في نفسيهما، قاما بما يترتب عليهما من واجب، وأديا ما أوجب عليهما من حق رعايتهما الأولاد، تلك الرحمة كانت تملأ قلب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فتفيض عيناه بما تكنه جوارحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى