مقال

نفحات إيمانية ومع خطورة السرقة على المجتمع “الجزء الرابع”

نفحات إيمانية ومع خطورة السرقة على المجتمع “الجزء الرابع”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع خطورة السرقة على المجتمع، فإن واجب المسلمين اليوم أن يكونوا يدا واحدة، فالغني لا بد له من إعطاء الفقير، هذا حق، وحينما لا يؤدي هذا الحق تظهر المشاكل في المجتمع، فلا بد للمسلين اليوم التنبيه إلى هذا المعنى كثيرا، لا بد أن تنفق الأموال ولا تتوقف عن زكاة ونذور وكفارات كلها تعود على الفقراء لسد عوزهم وحاجتهم، فالمال هو أي سلعة يمكن استخدامها للتجارة وحدة للحساب ولتخزين القيمة، وقيمة المال تكتسب من قدرته الشرائية والتي تنخفض عادة على مر السنوات ويطلق على المال مسمى عصب الحياة، وذلك لأهميتة البالغة في تلبية الحاجات وتحقيق المنافع، وهو من ساهم في تطوير العلوم المالية وذلك لتعظيم حجم الأموال المملوكة.

 

وبالتالي تعظيم المنافع، وشرعا هو كل ما يصح امتلاكه في الإسلام والتصرف فيه وفق أحكام الشرع، ويعود تاريخ المال من حيث كونه عملةً موحدة إلى ثلاثة الاف عام تقريبا وبالتحديد عام ألف ومائة قبل الميلاد حيث انتقلت الصين من استخدام الأدوات الحقيقية والأسلحة كوسيط للتبادل واستخدمت نماذج مقلدة صغيرة لذات الأدوات بقالب برونزي وبما أنه لم يعد هناك رغبة لأحد بمد يده لجيبه وجرحها بسهم حاد قرروا التخلي عن الخناجر الصغيرة والمجارف والمعاول لأدوات أقل أذى وتحولوا إلى استخدام أدوات معدنية على شكل دائرة وأصبحت البداية الفعلية لأول النقود المعدنية، وأما عن المال العام ويقصد به مال الدولة الذي تملكه وتستخدمه للمنفعة العامة.

 

وإنفاقه في ضوء القوانين مثال موارد طبيعية، مصادر مياه، حدائق عامة، مدارس، مستشفيات، وأما عن المال الخاص وهو المال الذي يملكه الفرد أو مؤسسة غير حكومية يتم كسبه بالعمل وللمالك الحق فيه، وإنتاج عملة معدنية جديدة يبدأ بتصميم الفنان لها وبعد أن يختار المسؤولون الحكوميون تصميما يعد الفنان أو المصمم نموذجا كبيرا من الصلصال للعملة، وتكون معظم النماذج أكبر بنحو ثماني مرات من حجم العملة الجاهزة، ولا يضع الفنان التفاصيل، لأن الصلصال يكون طريا جدا، وبدلا من ذلك يضع الفنان قالبا بلاستيكيا من النموذج، ويكون القالب صلبا بالقدر الكافي لإضافة التفاصيل الدقيقة، وهناك آلة خاصة تسمى مخرطة التصغير تتبع تفاصيل النموذج.

 

وتخرط التصميم مصغرا في حجم العملة المعدنية من قطعة فولاذ تسمى القالب الأساسي، ثم يعالج هذا القالب الأساسي حراريا حتى يصبح صلبا جدا، ثم تستخرج آلة خاصة نسخة من القالب الأساسي لصنع مجموعة من الأدوات الصلبة تسمى قوالب التشكيل وهى لقم اللولبة، وتستخدم هذه القوالب لطباعة صور من القالب الأساسي تسمى محاور العمل، وهذه بدورها توظف لعمل قوالب العمل التي تقوم بطبع العملة، وتسخن قضبان معدنية ثم تضغط بين عجلات ثقيلة في قطع سمكها كالعملة المعدنية، وتقوم آلة بتقطيع أقراص ملساء من المعدن غير مشغولة تسمى الغفلات وهي قطع معدنية غير مشغولة، ثم تدخل هذه الغفلات في آلة صف علوية ترفع حافة كل قرص.

 

ثم تسلمها أخرى، وتسمى المطبعة الساكَة تستخدم قالبين لتحول القرص غير المشغول إلى عملة معدنية عن طريق سكه من الوجهين في الوقت نفسه، وإن قضية الحفاظ على المال العام تعد واجبا دينيا ووطنيا ومقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية الضرورية الخمس، لما له من أهمية قصوى فى حفظ قوة بناء الدولة، ومن هنا اعتنى ديننا وشرعنا بإجلال حرمة الأموال العامة التي تنهب بواسطة السرقة والاختلاس والغلول وخيانة الأمانة والإتلاف العمد والتقصير، وإن المال العام من الواجبات الأساسية فعلى أية دولة القيام بها أن توفر لشعبها مرافق عامة تخدمه، ومن واجبها ضمان استمرارية عمل هذه المرافق على أكمل وجه، والمال الذي تنفقه الدولة على إنشاء هذه المرافق تدفع من خزينة الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى