مقال

المحافظة على حياة الإنسان

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن المحافظة على حياة الإنسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 3 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد، إن حق الإنسان في الحياة هو أحد الكليات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها، كما تضمنت الكثير والكثير من النصوص التي تؤكد على حق الإنسان في الحياة، سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية، فمن القرآن الكريم على سبيل المثال، فقد جاء تعقيب الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة بعد ذكره لقصة قتل ابن آدم لأخيه تعقيبا يجب أن يتوقف العالم كله أمامه طويلا لأنك ربما لا تجد نصا يضاهى هذا النص، وهذا التوجيه الرباني الذى بلغ الغاية في الإبداع البلاغي وكذلك المعنى الحقيقي لإقرار حق الإنسان في الحياة.

كما تحدث القرآن الكريم أيضا عن القصاص كواحد من أهم الأمور التي تحافظ على حياة الإنسان، أما سنة النبي صلى الله عليه وسلم ففيها الكثير من النصوص التي تؤكد على نفس المعنى فعلى سبيل المثال، بل قمة الروعة والعظمة في التشريع الإسلامي أنه لا يجوز للإنسان حتى أن يعتدى على حق نفسه في الحياة، وإن الأديان السماوية كلها تتفق على أن الإنسان له الحق في الحياة، وأنه لا يجوز لإنسان مثله أن يسلبه هذا الحق، وكذلك تؤكد كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية على ذات الحق، نقول ذلك وبكل أسف ومرارة والعالم كله يقف موقف المتفرج، من الإبادة الجماعية، وقتل العزل من الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ، وذلك لأشقائنا في فلسطين، وإن ما يحدث في فلسطين لا يقبله دين.

ولا يقر به عرف ولا منطق، بل أين الذين كانوا يتشدقون بحقوق الإنسان في الشرق والغرب فإنك لا تسمع لهم صوتا، وهم يرون الدماء الزكية تسيل ليل نهار، فإننا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا يجب علينا أن نلتف ونقف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية الحكيمة، وأن لا نترك مجالا للمغرضين ومروجي الشائعات والفتن، فكلنا ثقة وطمأنينة أن مصر في يد أمينة، وكلنا داعمون ومؤيدون لقيادتنا السياسية الرشيدة، حتى تمر هذه المرحلة الحرجة على خير، واعلموا يرحمكم الله بأن الذى منح الإنسان الحياة هو الله سبحانه وتعالى، وكما وهبه سبحانه وتعالى هذا الحق، لم يجعل سلب الحياة من الإنسان أيضا إلا له سبحانه وتعالى، ولذلك فإن التعدي على حق البشر في الحياة هو جريمة وكبيرة من أعظم الكبائر.

بل وفيه من الجرأة والتعدي على حق الله سبحانه وتعالى وعدم هيبته وخشيته كما ينبغي، ومن هذا المنطلق جاءت كل الشرائع السماوية بإقرار حق الإنسان في الحياة، وأنه لا يجوز التعدي عليه بأي صورة من صور التعدي، أو انتهاك أي حرمة من حرماته، كل ذلك مقرر في الشرائع السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، وبذلك أيضا نادت ودعت مواثيق وقوانين الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان في الدنيا كلها من أقصاها إلى أقصاها، وحين نطالع بعض نصوص الكتاب المقدس في عهديه القديم والحديث، فإننا سنجد نصوصا صريحة وواضحة بحق الإنسان في الحياة، سواء في العهد القديم الذي تلزم تشريعاته الديانة اليهودية والمسيحية، أو العهد الجديد الذي يخص الديانة المسيحية فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى