مقال

نجاة الأمة في تعاليم الشريعة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن نجاة الأمة في تعاليم الشريعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 4 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين الذي جعل هذه الحياة دار تكليف وفناء، والآخرة دار جزاء وبقاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد عباده المتقين بالجزاء الأوفى، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله العبد المصطفى، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أهل البر والتقوى، أما بعد فلنتق الله عباد الله ولنعلم أننا ما خلقنا وما وجدنا على هذه البسيطة إلا لعبادة الواحد الديان الذي له ملك السموات والأرض وبيده خزائن كل شئ، وعلينا أن نتسابق ونسارع إلى جنة الخلد وملك لا يبلى، جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدها الله للمتقين الذين آمنوا بالله ورسله، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة ” روه الترمذي.

فأين المشمرون؟ وأين المشترون؟ وأين المتقون ؟ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ” متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ” رواه مسلم، ودونك يا من أحببت الدنيا وزينتها وركنت إليها وقاتلت من أجلها واهتممت بالمناصب والشياخة والكراسي والرياسة والانتخابات وحب الظهور، أقول دونك هذا الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول لا والله يارب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة،

فيصبغ في الجنة، فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مربك شدة قط ؟ فيقول لا والله ما مر بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط ” رواه مسلم، واعلموا يرحمكم الله إن تعليم الشريعة سبب النجاة من المشكلات، فإن المشكلات كلها تحل بالصبر، ونجاتنا في تعاليم الشريعة، فلا ينبغي أن نعود إلى الجاهلية، فقال تعالى ” فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم” فإن الإنسان الصابر هو من يصبر على الضغوطات، وعن المعاصي والذنوب ومحبة المال، ويؤدي حقوق الناس، وإن الصبر على المشكلات ظاهرها مشقة وباطنها رحمة، فاسألوا الصبر من الله تبارك وتعالى، فإن الصبر سبب للنصر تجاه الأعداء، فقال تعالى “ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين”

وإن الله مع الصابرين ويحبهم، وكما أن الدعاء لحل المشكلات لا يتنافى مع الصبر، بل هو من تعاليم الأنبياء، وسبب مرضاة الله تبارك وتعالى، وإن الاستقامة والصبر أفضل طريق لخروج المسلمين من مشكلاتهم في العالم، ويجب أن نعلم أن مطالبة الأمور الدنيوية ومطالبة الحقوق القانونية والعرفية ليست مغايرة للصبر، بل هي من الصبر، وهكذا فإن العبد في هذه الحياة لا يخلو من حالين، إما حصول محبوب أو وقوع مكروه، فالمؤمن الصادق يقابل المحبوب بالشكر، والمكروه بالصبر، ومهما عظمت مصيبتك، وكبر همك، وازداد غمك، فاعلم أن مع العسر يسرا، ومع الكرب فرجا، فيخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة بعد أن أخرجه قومه منها وحاولوا قتله يخرج متخفيا مع صاحبه والقوم يشتدون في طلبه.

وتتجمع العرب قاطبة على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه في المدينة، تستهدف استئصالهم والقضاء عليهم، وينقض اليهود من داخل المدينة عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشتد الأمر والكرب لكنه الإيمان الراسخ كالجبال الشم الراسيات بأن مع العسر يسرا، وأن مع الخوف أمنا، وبعد الذل غلبة ونصرا هكذا هو حال المؤمن الموحد الذي يثق بأنه لا مدبر لهذا الكون سوى الواحد الأحد الذي لا تخفى عليه خافية، فسبحانه وتعالى القائل ” الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى