مقال

النفس الأمّارة بالمعاصي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن النفس الأمّارة بالمعاصي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 ديسمبر 2023

الحمد لله وفق من شاء لعبادته، أحمده سبحانه وأشكره على تيسير طاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بلوغ جنته، وحذر العصاة أليم عقوبته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، كان إماما في دعوته، وقدوة في منهجه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاة دائمة حتى نبلغ دار كرامته، أما بعد إن خلق التواضع من الأخلاق الفاضلة الكريمة والشيم العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغّب فيها، وتمثله رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجا عمليا في حياته، فقد كان صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ورفعة منصبه أشد الناس تواضعا وألينهم جانبا وحسبك دليلا على هذا أن الله سبحانه وتعالي خيّره بين أن يكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا، فأختار أن يكون نبيا عبدا صلوات الله وسلامه عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم يمنع أصحابه من القيام له، وما ذلك إلا لشدة تواضعه فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على عصا، فقمنا له، قال” لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظم بعضهم بعضا” رواه أحمد، وهذا خلاف ما يفعله بعض المتكبرين من حبهم لتعظيم الناس لهم وغضبهم عليهم إذا لم يقوموا لهم وقد قال صلى الله عليه وسلم “من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار” رواه أحمد، وكما إن هناك من الناس مَن حُرم الحياء، فوقع في أحضان السوء، فيفعل ما تسوله له النفس الأمّارة بالمعاصي، ويسلك سبيل الشيطان، ويغضب الرحمن، ويعيش بين الورى ثقلا عليهم، والأرض تئن من تحته، والجميع يتمنون الخلاص منه، وليس له ضمير يمنعه عن قبيح.

ويحول بينه وبين الشرور، وهذا يدق بيده المسامير في نعشه، وهو من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وفاته أن من خلع برقع الحياء فقد حرم خيرا كثيرا، ومن ابتعد عن هذا الخلق الجليل، سار نحو الهاوية بخطوات واسعة، وأينما توجه لا يأتي بخير، وقد خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وتدرك الدليل على هذا جليا وواضحا، من تشبيه رحمة الله للعالمين رسول الله عليه الصلاة والسلام الإيمان الكامل بشعبه البضع والستين، وهو مركب من التصديق والإقرار، والعمل بشجرة وارفة الظلال، يانعة الثمار، كثيرة الفروع والأغصان، ثم حذف المشبه ورمز إليه بذكر شيء من أن الأزمة وهو الشعب، على سبيل الاستعارة بالكناية، وذكر الشعب تخييل.

والمقصود منها فروع الإيمان على طريق المجازاة والبيان الذي لا يدنو منه بيان إنسان لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أفصح الناس لهجة، وأبلغهم منطقا، وأروعهم أسلوبا، وأصدقهم قولا، وأوضحهم حجة، وأوجزهم عبارة، ولا ينطق عن الهوى، إِنْ هو إلا وحي يوحى، وكانت حياته كلها هداية ونورا، وكانت أقواله وأفعاله جميعها مددا عظيما يستمد منه الخلق سادهم ورشادهم، في معاشهم ومعادهم، اللهم إنا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا، اللهم وبارك لنا فيما رزقتنا واغفر لنا وارحمنا، اللهم واغفر ذنوب المذنبين من المسلمين وتب على التائبين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلّها دقها وجلها أولها وآخرها سرها وعلنها، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.الدكروري يكتب عن النفس الأمّارة بالمعاصي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 ديسمبر 2023

الحمد لله وفق من شاء لعبادته، أحمده سبحانه وأشكره على تيسير طاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بلوغ جنته، وحذر العصاة أليم عقوبته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، كان إماما في دعوته، وقدوة في منهجه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاة دائمة حتى نبلغ دار كرامته، أما بعد إن خلق التواضع من الأخلاق الفاضلة الكريمة والشيم العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغّب فيها، وتمثله رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجا عمليا في حياته، فقد كان صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ورفعة منصبه أشد الناس تواضعا وألينهم جانبا وحسبك دليلا على هذا أن الله سبحانه وتعالي خيّره بين أن يكون نبيا ملكا أو نبيا عبدا، فأختار أن يكون نبيا عبدا صلوات الله وسلامه عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم يمنع أصحابه من القيام له، وما ذلك إلا لشدة تواضعه فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على عصا، فقمنا له، قال” لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظم بعضهم بعضا” رواه أحمد، وهذا خلاف ما يفعله بعض المتكبرين من حبهم لتعظيم الناس لهم وغضبهم عليهم إذا لم يقوموا لهم وقد قال صلى الله عليه وسلم “من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار” رواه أحمد، وكما إن هناك من الناس مَن حُرم الحياء، فوقع في أحضان السوء، فيفعل ما تسوله له النفس الأمّارة بالمعاصي، ويسلك سبيل الشيطان، ويغضب الرحمن، ويعيش بين الورى ثقلا عليهم، والأرض تئن من تحته، والجميع يتمنون الخلاص منه، وليس له ضمير يمنعه عن قبيح.

ويحول بينه وبين الشرور، وهذا يدق بيده المسامير في نعشه، وهو من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وفاته أن من خلع برقع الحياء فقد حرم خيرا كثيرا، ومن ابتعد عن هذا الخلق الجليل، سار نحو الهاوية بخطوات واسعة، وأينما توجه لا يأتي بخير، وقد خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وتدرك الدليل على هذا جليا وواضحا، من تشبيه رحمة الله للعالمين رسول الله عليه الصلاة والسلام الإيمان الكامل بشعبه البضع والستين، وهو مركب من التصديق والإقرار، والعمل بشجرة وارفة الظلال، يانعة الثمار، كثيرة الفروع والأغصان، ثم حذف المشبه ورمز إليه بذكر شيء من أن الأزمة وهو الشعب، على سبيل الاستعارة بالكناية، وذكر الشعب تخييل.

والمقصود منها فروع الإيمان على طريق المجازاة والبيان الذي لا يدنو منه بيان إنسان لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أفصح الناس لهجة، وأبلغهم منطقا، وأروعهم أسلوبا، وأصدقهم قولا، وأوضحهم حجة، وأوجزهم عبارة، ولا ينطق عن الهوى، إِنْ هو إلا وحي يوحى، وكانت حياته كلها هداية ونورا، وكانت أقواله وأفعاله جميعها مددا عظيما يستمد منه الخلق سادهم ورشادهم، في معاشهم ومعادهم، اللهم إنا نسألك علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا، اللهم وبارك لنا فيما رزقتنا واغفر لنا وارحمنا، اللهم واغفر ذنوب المذنبين من المسلمين وتب على التائبين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلّها دقها وجلها أولها وآخرها سرها وعلنها، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى