مقال

أطيب ثمرة تجتني

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أطيب ثمرة تجتني
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 16 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فلا يخفى على عاقل أن العلم أفضل مكتسب وأشرف منتسب، وأطيب ثمرة تجتني، به يتوصل إلى معرفة الحقائق ويتوسل به إلى نيل رضى الخالق، وهو أفضل نتائج العقل وأعلاها وأكرم فروعه وأزكاها، لا يضيع أبدا صاحبه، ولا يفتقر كاسبه، ولا تنحط مراتبه، ونور زاهر لمن استضاء به، وفي سنن أبي داود أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه جمع أهل الكوفة، فلما اجتمعوا عليه قال لهم يا أيها الناس انظروا إليّ، فنظروا فقام وتوضأ.

فلما انتهى قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، وكان أبو الحسن علي بن أبي طالب يتوضأ ويقول للناس هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فهل عز علينا أن ندعو الناس في القرى والضواحي، وأن نجلس بين أيديهم، ونتوضأ كما توضأ الرسول صلى الله عليه وسلم ونقول هكذا توضأ الرسول صلى الله عليه وسلم أليس بعلم, والله ربما يكون وضوءك مرة واحدة أمام جمع من الناس أو قرية من القرى، فية الخير الكثير والكثير، فالعلم هو الصاحب في الغربة، والمؤنس في الخلوة، وهو الشرف في النسب فقال الله تعالى فى سورة المجادلة ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات” وعن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار” وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم “رجل آتاه الله الحكمة فهو يتعلمها ويعلمها الناس” والرسول صلى الله عليه وسلم يقف للأمة ويقول “من سلك طريقا يتلمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة” فقم يا طالب العلم، وقم يا أيها الشاب، وقم أيها المتجه في ركب الصحوة واجلس في حلق الذكر، وزاحم العلماء بالركب، فإن الملائكة تظلك بأجنحتها، وتضع لك الأجنحة رضا بما تصنع، وطريقك ميسور مسهل إلى الجنة، وإن من القيم النبيلة التي حث عليها الإسلام ودعا إليها هو السلام، فالسلام قيمة راقية، مكانتها عظيمة، ودرجتها رفيعة، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

ما يبين مدى اهتمام الإسلام بهذه القيمة النبيلة الراقية، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، والجنة هي دار السلام، وتحية أهل الجنة السلام، وتحية الملائكة لأهل الجنة السلام، والتحية التي شرعها الله لعباده في الدنيا السلام، ومن أسباب نشر المودة والمحبة هو السلام، بل إن السلام هو معنى حقيقي للإسلام والإيمان، ومن دعوة الإسلام إلى السلام أن دعا إلى السلام مع النفس بالتصالح معها وتوجيهها إلى ما فيه الخير، وإبعادها عن كل ما فيه ضر، كذلك من السلام مع النفس هو إلزامها شكر الله على نعمه، والرضا بقضائه سبحانه، ففي الرضا راحة النفس واستقرارها، ومن السلام هو السلام مع المجتمع فالمؤمن سهل لين قريب ودود يألف ويؤلف، يحب الخير للناس، ويخالق الناس بخلق حسن ولايغش ولا يخون ولايحتكر، فقد قال صلى الله عليه وسلم ” لا يحتكر إلا خاطئ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى