مقال

العبادة والصدقات الاختيارية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العبادة والصدقات الاختيارية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 18 ديسمبر

الحمد لله بيده مفاتيح الفرج، شرع الشرائع وأحكم الأحكام وما جعل علينا في الدين من حرج، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قامت على وحدانيته البراهين والحجج، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، هو المفدى بالقلوب والمهج، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ساروا على أقوم طريق وأعدل منهج، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا أما بعد، إن آيات الأخلاق والأدب والسلوك، تملأ القرآن الكريم، وتستطيع أن تحس بها في كل آية من آيات القرآن، وكما في السياسة دعا القرآن العظيم إلى الشورى، ودعا كذلك إلى احترام حقوق الإنسان، والتزود بكل أسباب القوة، وفي النظام الأخلاقي دعا إلى خلوص النية، والتمسك بقيم الخير والحق.

والتزام الآداب الفردية والجماعية، التي تسير بالإنسانية إلى الكمال والتقدم، وفي النظام الاجتماعي دعا إلى الأسرة المتماسكة، القائمة على ركائز المودة والرحمة، والإخلاص، والاحترام، والتعاون، والتعارف، وقيام كل راعي بمسؤوليته، وفي النظام الاقتصادي دعا إلى تبادل المنافع، واتخاذ المال وسيلة لا غاية، واحترام الملكية الفردية، وفي النظام التشريعي قام على أصول كلية واسعة، وقد تمثلت هذه الناحية في ثروة من الفقه الإسلامي، وهكذا يتكامل المنهج الرباني الذي وضعه الله سبحانه وتعالى لتنتظم حركة الحياة في الكون وفي الأمم وإمعانا في أهمية هذا المنهج الرباني فقد وضعه ربنا سبحانه حتى قبل أن يخلق الإنسان مصداق ذلك قوله سبحانه ” الرحمن علم القرآن خلق الإنسان”

كأن الله تعالى لما أراد أن يخلق الإنسان ضمن له المنهج القويم الذي يصلح له الحياة ويحقق له الاستقرار ولم يترك الإنسان هملا في هذه الدنيا وحيدا دون مرشد أو قائد وهذه بحق نعمة عظمى ومنّة كبرى تستوجب على أولي الألباب الشكر لله سبحانه وتعالى، ولقد فرض الله عز وجل علي العباد الصدقة وإن هناك الصدقات الاختيارية، وقد حثنا الإسلام على الصدقات من أجل سد حاجة الفقراء والمساكين، وتدعيما لأواصر الأخوة بين المسلمين، وتحقيقا للمواساة وللتكافل بينهم في داخل المجتمع المسلم، ولقد اعتبر القرآن الكريم الصدقة قرضا لله تعالى مضمون الوفاء، وكذلك فإن الصدقات الواجبة، وإن من صور المواساة والتكافل في الإسلام أن الشريعة الإسلامية قد أمرت بأنواع من الصدقات الواجبة.

التي يجب على المسلم الذي تنطبق عليه شروطها إخراجها، من هذه الصدقات الواجبة، صدقة الفطر والكفارات، وهي عقوبات قدرها الشرع الشريف عند ارتكاب أمر فيه مخالفة لأوامر الله تعالى، ومن ذلك كفارة القتل الخطأ، وكفارة اليمين المنعقدة، وكفارة الظهار، وكفارة الأذى للمحرم بالعمرة أو الحج، وكفارة من جامع زوجته قبل التحلل، وكفارة من أفسد صومه بالجماع في نهار رمضان عمدا، وكفارة من انصرف من عرفة قبل غروب الشمس، وكفارة من لم يبيت بمزدلفة، وكفارة المحصر إذا لم يشترط، وكفارة من ترك الميقات من غير إحرام، وكفارة صيد البر للمحرم، وكفارة لبس المخيط في الحج أو العمرة، وكفارة قطع شجر الحرم ونباته، وكفارة العاجز دائما عن صوم رمضان، وكفارة العجز عن الوفاء بالنذر،

وإن من الصدقات الواجبة هو الهدي بالنسبة للقارن والمتمتع بالحج والعمرة، ومنها أيضا النذور، وهناك صدقات واجبة غير ذلك، والهدف من هذا كله هو طاعة الله تعالى، والتوسعة على الفقراء والمحتاجين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى