مقال

ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 18 ديسمبر

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمةً للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدني ثم أما بعد، اعلموا أن الثبات من الله تعالى، حيث قال تعالى “يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ” وقال تعالى “ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ” وجاء السؤال بطلب الثبات فيقول تعالي ” قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين”

ويقول تعالي “وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا ” ويقول تعالي” ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ” واعلموا يرحمكم الله أن الكيس هو من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، وهنا قال صلى الله عليه وسلم “ما أجلسكم؟” قالوا جلسنا نذكر الله، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يسأل، والصحابي رضي الله عنه يجيب فكان السؤال هو ما أجلسكم؟ فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله، قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أَقل عنه حديثا مني.

وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال “ما أجلسكم؟” قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا، قال صلى الله عليه وسلم “آلله ما أجلسكم إلا ذاك” قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال صلى الله عليه وسلم “أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة” والفائدة هنا إن الاجتماع على طاعة الله تعالى مشروع بل من أفضل القربات إلى الله تعالى، لأنه موجب لثناء الله عز وجل عليهم، ومفاخرته بهم عند الملائكة، وما أعلاها شأنا، وأعظمها قدرا حيث كانت بين الله والملأ الأعلى، ولقد أكثر الله عز وجل في محكَم تنزيله، وصادق قيله من ذكر ثواب ومنافع ذكره، وحسن عواقبه، وكريم عوائده على الذاكر في عاجل وآجل أمره، فنبّه على أنه علامة الهدى.

ومن موجبات النصر على الأعداء، ومظهر الصلاح، وسبيل الفلاح، وجماع أنواع الأرباح، وأنه أكبر شيء، وكم في السنة الصحيحة من الأحاديث الصريحة المنوهة بشأن الذكر، والحاثة على دوام ملازمته، والاستزادة منه، والدالة على فضائله، وجمل كريمة منه، وأنه مجلبة للبركة، ومنجاة من العذاب، وعصمة من مضلات الفتن، وحرز من الشيطان، وأمنة من الفتان، وأنه خير العمل، وموجب ذكر العبد عند الله عز وجل، وهو الباقيات الصالحات، وغراس وبناء الجنات، وأنه تجديد للإيمان، وتكميل لعمل الإنسان، وسبب لإجابة الدعاء، وقبول العمل، ومكفرة للسيئات، ورفعة في الدرجات، وزيادة في الحسنات، وتستنزل به الرحمات، ويباهي الله تعالى بالذاكرين الملائكةَ.

وغنيمة مجالسه الجنة، وأن ترديده من أعلى النعيم في الدارين، ومجلبة رضوان رب العالمين، والأمن من سخطه سبحانه في الدنيا ويوم الدين، فما أعظم الشأن، وأجلّ الإحسان، ولقد قال صلى الله عليه وسلم “ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى