مقال

الدليل اليقيني بين الحلال والحرام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الدليل اليقيني بين الحلال والحرام
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله برحمته اهتدى المهتدون، وبعدله وحكمته ضلّ الضالون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، تركنا على محجّة بيضاء لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء والظنون، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا مَن أتى اللهَ بقلب سليم، أما بعد إن من ينظر إلى واقعنا المعاصر يجد الكثير من الناس إلا من رحم الله عالة على غيره وأداة استهلاك لا أداة إنتاج فهو بذلك رمز للسلبية التي تنخر في عظام المجتمع وتؤدي إلى تآكله وفنائه، وإن الآفة التي أصابت الأمة حتى العقلاء الفاهمين منها هي آفة أنه واقف إلى أن يؤمر سلبي إلى أن يحرك ينتظر من يقول له افعل أو لا تفعل.

وفي هذا كأنما احتقر عظيما وهبه الله إياه فعطل في نفسه الذاتية والإيجابية، والتفكير في مصير الأمة وعطل في نفسه معنى المشاركة واحتقر في نفسه أن يصلح ما يستطيع إصلاحه دون أن يأتيه أمر بإصلاحه، وإن العلماء الورعون يكرهون أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام إلا ما كان بينا بلا تفصيل بينا، والآن لو أردنا أن نطبق هذه القاعدة، لو فرضنا إنسان له موجه ديني، هذا الموجه أمره أمرا مخالفا للقرآن، أو خلاف السنة، وطبقه، ماذا فعل هذا الإنسان؟ عبده من دون الله، فإن العلماء لا يفتون إلا بما كان فيه دليل قطعي، لذلك روى الإمام الشافعي في كتابه الأم عن القاضى أبي يوسف صاحب أبي حنيفة قال “أدركت مشايخنا من أهل العلم يكرهون الفتية” وإن الحقيقة أجرؤوكم على الفتية.

فقد أجرؤوكم على النار، وأن يقولوا هذا حلال وهذا حرام، كلمة كبيرة جدا، وأن تقول هذا حلال وهذا حرام، طبعا إذا كان هناك دليل يقينى كالشمس تقول له هذا حلال، وإذا قال لك اسرق، تقول له حرام، طبعا القصد هنا الشبهات، قال هؤلاء العلماء الورعون يكرهون أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام إلا ما كان في كتاب الله عز وجل بيّن بلا تفسير، إنما حرم عليكم الميتة أي أكل لحم ميت، فإن كان الشيء بيّنا كالشمس، قل هذا حرام وهذا حلال، وإن كان الشيء مختلفا عليه لا تقل هذا حرام وليس معك دليل، هؤلاء العلماء يخشون أن يفتوا، أن يقولوا هذا حرام وهذا حلال، طبعا إذا كان هناك دليل يقيني أن هذا حلال وهذا حرام فلابأس، إذا قال لك اسرق، تقول له هذا حرام القصد هنا الشبهات.

وقال هؤلاء العلماء الورعون يكرهون أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام إلا ما كان فى كتاب الله عز وجل بينا بلا تفصيل، ويقول الله تعالى فى سورة البقرة ” إنما حرم عليكم الميتة” وهذا يدل على أن أكل لحم الميتة حرام، فالشيء إذا كان بيّنا كالشمس قل هذا حلال وهذا حرام، وإذا كان مختلفا عليه لا تقل هذا حرام وليس معك دليل، وإن ترفع العلماء عن قول هذا حلال وهذا حرام من دون دليل قطعى، فقال أحدهم حدثنا ابن السائب عن ربيع بن خيثم وكان من أفضل التابعين أنه قال إياكم أن يقول الرجل إن الله أحلّ هذا أو رضيه، فيقول الله له” لم أحل هذا ولم أرضه، و يقول إن الله حرم هذا، فيقول الله ” كذبت لم أحرمه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى