مقال

خير الزاد التقوى

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن خير الزاد التقوى
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 18 ديسمبر

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن من أبواب الخير في فصل الشتاء هو إسباغ الوضوء وإتمامه فإن ذلك من أفضل الأعمال ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى، يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط” فأسبغوا أيها المؤمنون الوضوء فإن أجره عند الله عظيم، وإسباغ الوضوء يكون بتعميم الماء على جميع أعضاء الطهارة فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

فقال في حديث لقيط بن صبرة “أسبغِ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق ما لم تكن صائما” فيا أيها المؤمنون، إننا نعيش هذا الفصل ويعيش معنا إخوان لنا، قدرت عليهم أرزاقهم، وقصرت بهم النفقة، وهم بأمس الحاجة إلى العون والمساعدة في إقبال الشتاء، فقدموا لأنفسكم، وتفقدوا إخوانكم المحتاجين، وابدؤوا بأقاربكم وذوي أرحامكم، ثم جيرانكم وأهل بلدكم، ثم الأقرب منكم فالأقرب، ولا يحقرن أحدكم من المعروف شيئا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “اتقي النار ولو بشق تمرة” وقال ثور بن يزيد قرأت في بعض الكتب أن نبي الله عيسى عليه السلام قال يا معشر الحواريين كلموا الله كثيرا وكلموا الناس قليلا قالوا كيف نكلم الله كثيرا ؟ قال ادخلوا بمناجاته واخلوا بدعائه، وعن رياح قال كان عندنا رجل يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة حتى أقعد من رجليه.

فكان يصلي جالسا ألف ركعة، فإذا صلى العصر، احتبى فاستقبل القبلة، ويقول عجبت للخليقة كيف أنست بسواك، بل عجبت للخليقة كيف استنارت قلوبها بذكر سواك، وقال أبو أسامة دخلت على محمد بن النضر الحارثي فرأيته كأنه منقبض فقلت كأنك تكره أن تؤتى ؟ قال أجل فقلت أوما تستوحش ؟ فقال كيف أستوحش وهو يقول أنا جليس من ذكرني، وإن من مفاتيح الفرج هو العمل الصالح، والعمل الصالح بين قوسين كل ما كان خالصا لله، صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه عمل صالح، وأول الأعمال الصالحة هو القيام بالواجبات، فإن العمل الصالح سبب للحياة الطيبة، والحياة السعيدة، فقد قال الله سبحانه وتعالى ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه” فالله الله بالعمل الصالح تزود منه.

فإنه سبب لتفريج همك، وغمك، وقضاء دينك، وحياتك الطيبة، وسعادتك الجميلة، ومن ذلكم جعل الآخرة هي الهم الأكبر بالاستعداد والتهيؤ لها، فقال تعالى ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى” ومن المفاتيح هو كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما في مواطنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذن تكفى همك ويغفر ذنبك” فلهذا عليك أن تكثر من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، هذا وليعلم أنه ليس المقصود من الصلاة التلفظ بها دون العمل بمقتضاها، أو الرسائل بأى وسيلة وغير ذلك يوم الجمعة وليلتها، هذا لا يكفي، بل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ما هو أعلى وأَجل وأعظم وهو اتباعه ومحبته، والانقياد لأمره، وتعظيم شرعه صلوات الله وسلامه عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى