مقال

إن لصاحب الحق مقال

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إن لصاحب الحق مقال
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين، ثم أما بعد إنه عندما يقلب الحصيف بصره والناظر نظره وعندما يتفكر العبد بعقله ويتدبر بقلبه يجد في كل من حوله آية تدل على أن لهذا الكون خالق عظيم ورب عليم ومدبر حكيم إنه الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما.

وفي كل نظرة يجد الناظر نعمة من نعم الخالق جل وعلا، في الكون نعم وفي الأجساد نعم وفي الأولاد نعم وفي الأزواج نعم وفي الأموال نعم وفي كل شيء نعم وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار وما بكم من نعمة فمن الله تعالي، إنه الله جل جلاله وتقدست أسماؤه هيئ لعباده سبل الخيرات ووقاهم الشرور والسيئات وهداهم طرق الجنات فله الحمد في الأرض والسموات، فإن كل ما لدى الإنسان من خيرات ونعم ، تستوجب الشكر لتدوم، ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم ينهى عن مصادرة حق الفرد في الدفاع عن نفسه تحريا للعدالة، فيقول “إن لصاحب الحق مقالا” متفق عليه، ويقول لمن يتولى الحكم والقضاء بين الناس “إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء” رواه أبو داود، والترمذي.

وعندما ننظر إلى جانب آخر من جوانب حقوق الإنسان، وهو حرمة الحياة الخاصة لكل إنسان، نجد أن للحياة الخاصة حرمتها في الإسلام، فلا يجوز انتهاكها أو التعدي عليها، ومن أجل حمايتها وصيانتها جاء العديد من أحكام الشريعة الإسلامية، فقد حرّم الإسلام الزنا، واعتبره كبيرة من الكبائر لما فيه من هتك للعرض، وانتهاك للشرف، وهدم للأسرة، وتضييع للأخلاق، وأمر بغض البصر، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ” قال صدقت، قال فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال فأخبرني عن الإيمان؟ قال ” أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ” قال صدقت، قال فأخبرني عن الإحسان؟ قال” أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ” قال فأخبرني عن الساعة ؟ قال ” ما المسئول عنها بأعلم من السائل ” قال فأخبرني عن أمارتها ؟ قال ” أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ” ثم انطلق، فلبثت مليا ثم قال لي ” يا عمر، أتدري من السائل ؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى