مقال

القرآن الكريم يدافع عن أهله

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن القرآن الكريم يدافع عن أهله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 30 ديسمبر

الحمد لله الحكيم العليم، دبّر بحكمته شؤون العباد، وأوضح بفضله سبيل الرشاد، أحمده سبحانه وأشكره، على نعمه وآلائه التي تزداد وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تنزّه عن الأشباه والأنداد، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، أفضل نبي وخير هاد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه، الذين نهجوا طريق السداد، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المعاد أما بعد، لقد أطال القرآن في تبيان جرائم الخالدين الذين استحقوا بها الخلود في النيران، ومنها الكفر والشرك، فقد أخبرنا الحق تبارك وتعالى أن الذين كفروا ينادون عندما يكونون في النار فيقال لهم إن مقت الله لكم أعظم من مقتكم أنفسكم بسبب كفركم بالإيمان، ثم بين أن خلودهم في النار إنما هو بسبب كفرهم وشركهم.

وأيضا عدم القيام بالتكاليف الشرعية مع التكذيب بيوم الدين وترك الإلتزام بالضوابط الشرعية وعدم تحمل المسؤوليات، فقد أخبرنا الحق تبارك وتعالى أن أهل الجنة يسألون أهل النار قائلين ” ما سلككم في سقر” وإن مما يرغب المسلم في الإقبال على طاعات الله تعالى هو علمه بما لتلك الطاعات من أثر في الدنيا والآخرة، ومن هذه الطاعات والقربات تلاوة القرآن الكريم وتدبره والعمل به، فذلك من أكبر الأعمال التي تقرب الإنسان من ربه لما للقرآن الكريم من الأهمية البالغة فهو حبل الله المتين، ولهذا كانت فضائله يوم القيامة عديدة، فمن ذلك أن القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه”

والقرآن الكريم يدافع عن أهله أمام الله تعالى، وما أحوج المرء في ذلك الموقف الرهيب إلى مدافع ومحامي عنه، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجّان عن صاحبهما” وغاية محاجة القرآن عن أهله أن يحصلوا بسبب تلاوتهم له وعملهم به على رضا المولى عز وجل، ويدخلوا الجنة فيزيّنوا من حللها، وذاك ما يتبين من قول النبي صلى الله عليه وسلم “يجيء القرآن يوم القيامة، فيقول يا رب، حلة، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول يا رب، زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول يا رب، ارض عنه فيرضى عنه” ومن ذلك أن ثواب قراءة القرآن والعمل به يكون كبيرا ومضاعفا يوم القيامة.

فقد جعلت الآية الجزاء الأوفى للتالين لكتاب الله تعالى والعاملين به، ومن ذلك أن القرآن قائد يقود صاحبه إما إلى الجنة أو إلى النار، فمن كان تاليا للقرآن حق تلاوته، وعاملا به في سره وإعلانه، لم يتركه القرآن يوم القيامة حتى يدخل الجنة، فسبل السلام في الآية هي “طرق السلامة الموصلة إلى دار السلام، المنزهة عن كل آفة، والمؤمنة من كل مخافة، وهي الجنة” وقد جاء عن أبي موسى الأشعري “إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، وكائن عليكم وزرا، فاتبعوا القرآن ولا يتبعكم القرآن فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زجّ في قفاه، فقذفه في النار” ومن ذلك أن القرآن الكريم يرفع الدرجات في الجنة يوم القيامة، وذلك بحسب أخذ العبد له في الدنيا تلاوة وحفظا وعملا.

وجاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى