غير مصنف

الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات

كتب : محمد السمان

“جرى إيه يالدلعدي؟! لأ يا عمر ده أنا أفرش لك الملاية وأخلي اللي ما يشتري يتفرج! شوف ياخويا المرا بنت الرفضي تلهيك وترازيك وتجيب اللي فيها فيك! أقفي عوج وإتكلمي عدل أحسن أجرسك وأبهدلك وأطلع ميتينك وأخليكي تمشي ع العجين ما تلخبطيهوش! قال بطلوا ده واسمعوا ده… وشووبااش”.

كثيراً ما نسمع هذه العبارات السابقة وما شابهها في مشاهد مشاجرات النسوة، لاسيما إذا كانت الأحداث تدور في حارة مصرية أو في أماكن شعبية. ولكن العديد منا يجد صعوبة في فهم بعض هذه الكلمات والتعبيرات الواردة في هذه المشاهد ومعرفة معانيها وأصولها،

الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات
الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات

يا الدلعدي
لهذا اللفظ تفسيران،
الأول أنه تحريف لعبارة “يا ألد العدي”، أي “يا ألد الأعداء”،
والآخر “يا دا العدي”، أي “يا هذا العدو”. تعني هذه العبارة أن الذي يتوجه إليه الحديث هو عدو. أما لو كان الحديث يتوجّه إلى شخص صديق، فالمصطلح يعني حينها الدعاء له وحمايته من ألد أعدائه.

الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات
الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات

يا عمر
من أقدم التعبيرات المصرية، وهو يعود للعصر الفاطمي. لأسباب مذهبية، كان الفاطميون يبغضون شخصية عمر بن الخطاب، فكان خطباؤهم يسخرون منه على المنابر ذاكرين بعض المواقف المنسوبة إليه ثم يقولون باستهزاء “وأين كنت أنت يا عمر؟” ويمطّون كلمة عمر فيقولون “يا عوووماااار”. توارث المصريون التعبير فصاروا يقولون لمن يردحون له “يا عمر”.

الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات
الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات

شوباش
هذه من أقدم مفردات “الردح” المصرية على الإطلاق، فهي تعود للعصر الفرعوني بمعنى مختلف تماماً عن الغرض المراد من الردح، فـ”الشوباشي” عند الفراعنة هي تماثيل صغيرة توضع في القبر لتردد الدعاء للميت، وقد انتقلت الكلمة للعصر الحديث وحملت معنى آخر هو “رددوا ورائي ما أقول وأمنوا على كلامي الموجّه للخصم”.

الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات
الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات

أفرش لك الملاية
حتى منتصف القرن العشرين كانت النسوة، خاصة في الإسكندرية، يرتدين عند الخروج ملاءة سوداء. وإذا أرادت إحداهن الردح لفترة طويلة فرشت ملاءتها على الأرض وتربعت عليها، وهذا الموقف يعني أنها تفرّغت للمواجهة .

الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات
الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات

أخلي اللي ما يشتري يتفرج
ومعناها أن تقوم الرادحة بتوجيه الإهانات إلى خصمها حتى تفضحه وتجعله “فرجة” للناس، كالبضاعة المعروضة على الملأ لمن يرغب في الشراء ولمن يكتفي بالمشاهدة.

الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات
الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات

أحمد يا عمر
كان أحمد عمر شابًا أسمرًا طويلًا شديد الوسامة سكن إحدى الحارات المصريّة القديمة أثناء طلبه للعلم، وكان معظم رجال الحارة وقتها في الحرب، فافتُتنت به نساء الحارة، وهو تارةً في بيت هذه وتارة في بيت تلك، يُحدّث كل واحدة منهنّ عن أسراره مع التي سبقتها حتّى فاحت الرائحة وأرسل أحد عجزة الحارة في طلب رجالها من على الجبهة وأخبرهم بالأمر، ورجعوا في طلب رأس أحمد عمر الذي هرب ومعه أسرار نساء الحارة. بعدها أمست زوجة الرجل العجوز الذي أرسل في طلب رجال الحارة تُعاير كل النساء فيها بحكاياتهنّ وأسرارهنّ مع أحمد عمر التي تعرفها كلها، حتى وقفت لها إحداهنّ في مرّة وقالت بخُبث: “ومن أخبرك عن حكاياتنا مع أحمد عمر إلا أحمد عمر نفسه!” .. ومن يومها إلى الآن أصبحت جملة الردح الأشهر إذا ادعت إحداهنّ البراءة والشرف: “نعم يااا أحماااااد يا عوووماااااااار!” (مع المؤثرات الصوتيّة والبصريّة).

الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات
الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات

بطلوا ده واسمعوا ده
أي اتركوا ما في أيديكم واسمعوا ما يقال لتشهدوا على ما يحدث.

أجرسك وأبهدلك
التجريس كناية عن الفضيحة، وأصل الكلمة أن المحكوم عليه بعقوبة في العصور القديمة كان يوضع مقلوباً على حمار ويطاف به في المدينة وخلفه منادٍ يعدد جرائمه وهو يقرع الجرس، أما البهدلة فهي العبث بهيئة الخصم وهندامه حتى يفقد احترام الناس له.

أقف عوج واتكلم عدل
أي قف كما تريد لكن تحدث باحترام.

 

يا لهوي او يا لهوتي
حيث إنها تعبير عن الندم وأن اللهو أدى لوقوع المصيبة وأيضا نستخدم مثلها في العامية المصرية مصطلحيا لهو بالي لتعطي نفس المعنى.

الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات
الردح الشعبي من التراث المصري القديم وحكايات من زمن فات٧

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى