خواطر وأشعار

أصبحت النهارات باردة من خلال ماحلّ على مدينتهم

جريدة الاضواء

أصبحت النهارات باردة من خلال ماحلّ على مدينتهم
التي سيطر على أهلها رماد الحياة
الأشجار فيها تشيخ ووجهها باهت بوحدتها
حلم كبير عودة أهلها إليها.
يزركش أحلامهم دفء يتباهون فيه إلى المدى
فهي من نسجت أبوابها الملائكة
“سري كانيه” وهي رأس العين مدينته التي هجر أهلها الأتراك في عام 2019 وهي المدينة التي لاتقبل أن تلبس اثواباً مهترئة
هذا ماكتب الشاعر الكردي عبد الوهاب بيراني في مدينته التي كانت فيها ولادته ومرباه
يقول متى يهترأ الأحتلال لينبت من جديد العوسج
والخرنوب ويعود إلى أحضان القرية أهلها.
يتساءل متى بإمكان العنقاء أن تحلق في سمائها
ومتى أسراب العصافير تغرد فوق اغصانها
ومتى أسراب السنونو تبني اعشاشها الطينيّة في كنيستها.
حلم الحالمين بانقشاع الغيوم السوداء وزوال الحزن.
يقول الشاعر مالحة قصائدهم والمر في حلوقهم
فالنزوح غربة ودموع الأمهات كالصهيل في المدى
يقول ابن رأس العين الشتاء والطين والأوحال تُخيّم
على واقعهم المعيشي وامالهم لاتموت في العودة إلى
ديارهم
قلوبهم ترتعش والبرية ترتدي ألوان الشمس والنايات حزينة كزجاج يتحطم.
يناجي شاعرنا القمر قاسيون الذي يُنير قاسيون
لكي يدع أصوات المياه العذبة التي يُضفي القه عليها أن تُضيء روح الشاعر وتزوده باناشيد الزهر ويجعل من أصابعه أخضراراً لتمطر حروفاً.
ينادي الصيف في باب توما واسياد الألوان
فهو يجعل من كل حرف ديوان عشق يُصلي في الجوامع ويرتل الأذان بالدعاء.
يوظف اللغة والمجاز وبايجاز يسرد أوجاع الحرب في بلادنا ويُسلط الضوء على قصص الموت المتعددة
وعلى الأهوال التي ألمت بنا.
يدعنا نرتدي الألوان ومن دوي المدافع يرسم مواسم
الحقول التي رواها المطر ويجمع الغلال ربما نعود
من الضياع.

قراءتي الادبيّة في بعض قصائد الشاعر السوري الكردي (عبد الوهاب بيراني)
في 3/1/2024
انتصار عزيز عباس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى