مقال

المسجد بيت الله سبحانه وتعالى

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المسجد بيت الله سبحانه وتعالى
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 9 يناير 2024

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وحجة الله على الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن المسجد بيت الله سبحانه وتعالى ومكان العبادة وموطن لالتقاء المسلمين في الحي الواحد أو البلدة الواحدة ومن حرص الإسلام على بقاء هذا المكان ساميا في عيون المسلمين ليؤدي مهامه العظيمة.

فقد وضع له آدابا عظيمة وهذه الآداب العظيمة منها ما هو مخصص لكل الصلوات ومنها ما هو مختص بيوم الجمعة فقط، وكما إن للمسجد ذوقياته الخاصة به وهي عبارة عن سنن سنها النبي صلى الله عليه وسلم وسنته هي الحياة الحقيقية، ومن هنا تأتي أهمية تطبيق هذه السنن وهي إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ونيل الثواب العظيم على ذلك، وزيادة الألفة بين المصلين، وتعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى، ومن هذه الآداب هو اتخاذ الزينة وستر العورة واللباس الجميل، والزينة اللباس قاله ابن عباس رضي الله عنهما، ولهذه الآية وما ورد في معناها أنه يستحب التجمل عند الصلاة، ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد، والطيب لأنه من الزينة والسواك لأنه من تمام ذلك، وقد يكون خلع اللباس نوع من اتخاذ الزينة.

وخاصة لمن كانت ثيابه متسخة وغير نظيفة أو جواربه متسخة ولها رائحة كريهة لذا فإن خلعها يدخل تحت باب الزينة المطلوبة في المسجد، وأيضا من الآداب هو القدوم إلى المسجد بسكينة وتؤدة، فالصلاة في المسجد دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده للقائه ومقابلته والمدعو يجب عليه أن يكون متزنا عليه من السكينة والوقار ما عليه فهو سيقف بين يدي الله سبحاه وتعالى ولذلك وجّه النبي صلى الله عليه وسلم بالسكينة عند القدوم إلى المسجد، وإن بعض المصلين يهرول في المسجد لإدراك ركعة مع الإمام فإذا به يحدث جلبة تشوّش على الإمام و المصلين ويصل إلى الصف متعبا وهو يلهث فلا يعرف كم صلى وماذا قرأ وهو مع كل ذلك خالف السنة النبويّة الغراء، وكما أن من الآداب هو الحفاظ على نظافة المسجد.

فالمسجد بيت الله سبحانه وتعالى وأهم ما ينبغي للمسلم أن يفعله أن يعظم هذا البيت تعظيما لصاحبه، وأول أنواع هذا التعظيم أن ينظف الإنسان المسجد أو على الأقل أن لا يرمي فيه أوساخه وأدرانه وأن يلتقط وهو خارج من المسجد ما يجده في طريقه وقد بوب البخاري رحمه الله بابا أسماه باب كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدان منه، أي من المسجد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى