مقال

إذا كثر الخبث

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن إذا كثر الخبث
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، يقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا وهو يقول لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه السبابة والإبهام، فقالت زينب بنت جحش يا رسول الله أنهلك وفينـا الصالحون؟ فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم نعم إذا كثر الخبث” رواه البخاري.

ويأجوج ومأجوج يخرجون في زمن نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام، فيلجأ نبي الله عيسى والمؤمنون معه إلى جبل الطور في سيناء، ويخرج يأجوج ومأجوج فلا يجدون أحدا من أهل الأرض يعترض سبيلهم، فيفتنون فتنة عمياء، فيقولون قولتهم الخبيثة قهرنا أهل الأرض، فلنقهر أو فلنعل أهل السماء، فيصوبون رماحهم إلى السماء فتزداد فتنتهم حينما يرد الله إليهم الرماح وقد خضبت بالدماء، فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، فيتضرع عيسى عليه السلام إلى الله سبحانه وتعالى أن يخلص الأرض من شرورهم، فيرسل الله عليهم دودا يسمى النغف وهي دودة صغيرة حقيرة تخرج في أنف البعير، فيرسل الله عليهم هذا الدود فيهلكون ويقتلون، فتمتلئ الأرض بزهمهم ونتنهم، فيضرع عيسى إلى الله.

أن يطهر الأرض من نتنهم ورجسهم، فيرسل الله تعالي على الأرض طيرا كأعناق البخت، فتحمل هذه الجثث العفنة إلى حيث شاء الله وقدّر، ثم يرسل الله مطرا على الأرض فيصهر الأرض، فتصبح الأرض بعد ذلك كالزلقة أو كالمرآة، وينزل الله البركة، وتعيش البشرية في هذه الفترة فترة لم تنعم بها من قبل، حتى تمنى نبينا العيش في هذه الأيام فقال ” طوبى لعيش بعد المسيح” وهكذا تحل البركة بعد موتهم، ويطيب العيش من بعدهم، فيعم الرخاء، وتطرح البركة، ويعيش الناس في عيش رغيد، ويقال للأرض أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس.

واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” إن الله تعالى ينادي يوم القيامة بآدم فيقول يا آدم فيقول لبيك ربي وسعديك فيقول ابعث بعث النار، فيقول آدم وما بعث النار؟ فيقول الله من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم فحينها يشيب الولدان، وحينها ” تذهل كل مرضعة عما أرضغت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكاري وما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد” ثم قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إن فيكم أمتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج، قالوا وأينا ذاك الواحد؟ قال أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا” رواه البخارى ومسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى