مقال

أكبر قدوة للبشرية

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أكبر قدوة للبشرية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 14 يناير 2024

إن الحمد لله الخافض الرافع نحمده أن أنزل القرآن على الناس يتلى وأذهب به عن الأرواح المواجع، يا ربنا لك الحمد على كل حال وواقع، اللهم إنا نشهدك على أنفسنا بأننا نشهد بأنك أنت الله رب كل شيء ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، محمد عبدك ورسولك، اللهم صل وسلم وبارك عليه واجعل له صلاتنا وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع، وبعد عباد الله اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، لقد رأى الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين الصفات العظيمة والأخلاقَ الكريمة متمثلة في شخصه صلى الله عليه وسلم قبل نصه وفي سيرته قبل كلمته، لم يقرؤوا هذه الصفات والأخلاق في كتاب جامد، بل رأوها في بشر متحرك فتحركت لها مشاعرهم وقبلتها نفوسهم.

فكان صلى الله عليه وسلم أكبر قدوة للبشرية في تاريخها الطويل، بالله عليكم هل رأت الدنيا قائدا أعظم وأرحم من محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل رأت الدنيا زوجا ألطف من محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل رأت الدنيا صديقا أوفى من محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل رأت الدنيا حاكما أعدل من محمد صلى الله عليه وسلم؟ كيف وقد رآه الناس في الأيام الأخيرة من حياته وهو يصعد المنبر ويقول “من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذ منه” ويقول هذا وهو الذي مات صلى الله عليه وسلم حتى حطمه الناس، ويقول هذا وهو الذي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويقول هذا وهو الزاهد في الدنيا، الذي مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي.

وحتى آخر رمق من حياته ، كان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم رحيما بأصحابا حريصا على أمته، فقد كان صلى الله عليه وسلم يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويعالج شدة آلم الموت وسكرته ومع هذا لم ينس أمته ولم ينس أن يوصيها بما ينجيها من عقوبة الله فيقول “الصلاة الصلاة وماملكت أيمانكم” وإن في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم بكل ما فيها من مواقف ووقائع محلا للتأمل والتدبر، تأملا يحرك القلوب، ويستثير الهمم، ويقود إلى العمل، وتدبرا يزيد في الإيمان، ويزكي القلوب، ويقوّم المسيرة، إنه القدوة صلى الله عليه وسلم فقل لي أيها الأخ الشاب وقل لي أيها الابن الناشيء من هو قدوتك في الحياة؟ هل قدوتك ومثلك ومحل إعجابك وتأسيك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أم أن قدوتك هو الفنان الفلاني.

أو المطرب أوالممثل الفلاني، أو اللاعب الكافر الفلاني؟ وكيف يليق بالمسلم أن يجعل قدوته من يسمون نجوما وهم إلى الثرى أقرب ثم لا يقتدي ولا يتأسى بأعظم إنسان بل هو نجم النجوم صلى الله عليه وسلم وهو القدوة الحسنة والمنبع العذب الذي تستقى منه معالي الأمور، وكيف يسوغ للعاقل أن يرى هذه القدوة الحسنة والشخصية الفذة في شخص رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا يحذو حذوه، ويسير خلفه، ويقتدي بهديه؟ ويكون من حملة رسالته، وحُماة دينه؟ وصدق الله العظيم القائل “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” فاللهم إنا نشهد بأننا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم، فاللهم ارزقنا اتباعه والتأسي به والاقتداء بهديه.

اللهم لا تحرمنا شفاعته يوم العرض عليك، اللهم اجعلنا من زمرته، واجعلنا من أنصار دينه الداعين إلى سنته المتسكين بشرعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى