اخبار عالميه

*كاتب أمريكي ينتقد دفاع إسرائيل أمام العدل الدولية: خلقوا واقعا كاذبا ودافعوا عنه

جريدة الأضواء

*كاتب أمريكي ينتقد دفاع إسرائيل أمام العدل الدولية: خلقوا واقعا كاذبا ودافعوا عنه*

متابعة سهير يوسف 

*ترجمات*
*المصدر | جيريمي سكاهيل / ذا إنترسبت*

يستعرض “الخليج الجديد” قراءة نقدية مهمة في استراتيجية الدفاع الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية، في رد ممثلي دولة الاحتلال، على دفوع جنوب أفريقيا أمام المحكمة، قبل يومين.

القراءة يقدمها الصحفي الأمريكي جيريمي سكاهيل في موقع “ذا إنترسبت”، وتتناول بشيء من التفصيل ما قدمه فريق الدفاع عن الاحتلال.

ويقول سكاهيل إن المحامون الذين عينتهم تل أبيب للترافع عنها أمام المحكمة صوروا إسرائيل باعتبارها الضحية الفعلية للإبادة الجماعية، وليس غزة، واتهموا جنوب أفريقيا بدعم “حماس”، وصوروا حكومة جنوب أفريقيا باعتبارها الذراع القانوني للحركة الفلسطينية.

*واقع بديل*

ويرى الصحفي الأمريكي أن إسرائيل استندت، في دفاعها أمام المحكمة، على خلق “واقع بديل”، مستفيدة من عدم السماح باستجواب الشهود أو النقاش خلال هذه الإجراءات.

ويقول الكاتب: لقد كان دفاع إسرائيل على العكس من موقف جنوب أفريقيا، وكان ضعيفاً في تقديم الحقائق الموثقة مثل دفاع جنوب أفريقيا الذي كان قوياً.

ويضيف: بدأ التاريخ في 7 أكتوبر، كما يبدو أن الإسرائيليين يقولون، جنوب أفريقيا هي حماس، وجنوب أفريقيا لم تمنح إسرائيل فرصة للقاء والدردشة حول غزة قبل رفع دعوى قضائية بتهمة الإبادة الجماعية، وأن قوات الجيش الإسرائيلي هي الكيان الأكثر أخلاقية على وجه الأرض.

أما بالنسبة للتصريحات العلنية الضخمة التي أدلى بها كبار المسؤولين الإسرائيليين والتي تشير إلى نية الإبادة الجماعية، فقد كانت تلك مجرد “تأكيدات عشوائية” من قبل بعض المرؤوسين غير ذوي الصلة، بحسب فريق الدفاع.

*استدعاء “القتل التوراتي”*

وبالنسبة لتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تستدعي قصة قاتلة من الكتاب المقدس حول “قتل النساء والأطفال والماشية من أعدائك؟” فالجنوب أفريقيون لا يفهمون اللاهوت، وقدموا كلمات نتنياهو خارج سياقها، هكذا يزعم محامو إسرائيل.

ورغم أنهم قدموا حججاً قانونية مفادها أن تهم الإبادة الجماعية الموجهة ضدها باطلة، فإن استراتيجيتهم الأساسية كانت تتلخص في الاستئناف أمام المحكمة بشأن المسائل القضائية والإجرائية، على أمل أن يشكلوا الأساس للجنة من القضاة الدوليين لرفض قضية جنوب أفريقيا، كما يقول سكاهيل.

*ترديد أكاذيب أنفاق “حماس” تحت المستشفيات*

ممثل إسرائيل تال بيكر تحدث أمام المحكمة ورفض التوصيف الذي قدمته جنوب أفريقيا للحجم التاريخي للتدمير المدني في غزة – والذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 10,000 طفل – معتبراً أن ما “لا مثيل له وغير مسبوق” في هذه الحرب هو قيام حماس “بتضمين عملياتها العسكرية في جميع أنحاء غزة داخل وتحت المناطق المأهولة بالسكان.

ويقول الكاتب إن محامي إسرائيل تحدث كما لو أن العديد من ادعاءات إسرائيل الأكثر غرابة حول عمليات وأنفاق “حماس” السرية لم يثبت كذبها أو تبين أنها مبالغ فيها إلى حد كبير، مثل الادعاء الإسرائيلي بوجود البنتاجون التابع لـ”حماس” تحت مستشفى الشفاء.

*مغالطات التدمير والضحايا*

وزعم بيكر أيضاً أن محامي جنوب أفريقيا فشلوا في ذكر عدد المباني التي تم تفجيرها وتدميرها في غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية من القصف الإسرائيلي المستمر، والتي كانت في الواقع “مفخخة” من قبل “حماس” ولم تدمرها إسرائيل.

وعن تلك النقطة يقول سكاهيل: لقد كان ادعاءً مثيرًا للسخرية، ليس فقط نظرًا لحجم القصف الإسرائيلي لأحياء بأكملها، ولكن أيضًا لأن الجنود الإسرائيليين نشروا مقاطع فيديو وهم يفجرون تلك المباني ويضحكون ساخرين.

كذلك، رفض المحامي أرقام القتلى والجرحى التي قدمتها السلطات الصحية في غزة، قائلا إن المحامين في جنوب أفريقيا فشلوا في ذكر عدد القتلى الفلسطينيين الذين كانوا في الواقع من نشطاء “حماس”.

هذه النقطة كانت ملفتة للنظر، بحسب الكاتب، نظراً لأن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا علناً وعلى نحو متكرر أنه لا يوجد أبرياء في غزة، وأن موظفي الأمم المتحدة والصحفيين الذين تقتلهم إسرائيل هم في الواقع عملاء سريون لـ”حماس”.

*رمي كرة الإبادة بملعب الخصم*

أما مالكوم شو، المحامي البريطاني الذي كان ضمن فريق إسرائيل الدفاعي، فافتتح حجته بمهاجمة إشارة جنوب إفريقيا يوم الخميس إلى ما وصفته بالنكبة الإسرائيلية المستمرة منذ 75 عامًا ضد الفلسطينيين.

ووصف شو هذا التوصيف بأنه “فاحش” وقال إن “السياق” التاريخي الوحيد ذي الصلة هو أحداث 7 أكتوبر، والتي وصفها بـ “الإبادة الجماعية الحقيقية في هذا الوضع”.

ويعلق الكاتب على ذلك بالقول : “نظراً لحصيلة القتلى المدنيين التي تسببت فيها إسرائيل في غزة – والتي تجاوزت 23 ألفاً حتى هذا الأسبوع – فقد كان ذلك تصريحاً مذهلاً، مقارنة بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، بينهم عسكريون، ومن ضمنهم الكثيرون الذين قتلوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي ذاته عندما بدأ تدخله ضد مسلحي “حماس”.

وينتقد الكاتب لجوء شو إلى تصوير جنوب أفريقيا وكأنها مضت منفردة إلى اتهام إسرائيل أمام محكمة العدل، دون إعطاء فرصة لطلب توضيحات أو التشاور، رغم أن بريتوريا اتهمت إسرائيل علناً في نوفمبر/تشرين الثاني بارتكاب جرائم إبادة جماعية ودعت المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، وردت إسرائيل بسحب سفيرها.

*تصريحات الإبادة*

ثم تناول شو التصريحات الضخمة التي أدلى بها المسؤولون الإسرائيليون والتي قدمتها جنوب أفريقيا إلى المحكمة كدليل على “نية الإبادة الجماعية”.

ورفض شو هذه التصريحات ووصفها بأنها “تأكيدات عشوائية” فشلت في “إثبات أن إسرائيل لديها أو كانت لديها النية لتدمير الشعب الفلسطيني”.

وأكد أن أيًا من هذه التصريحات لا يشكل سياسة رسمية للحكومة الإسرائيلية، وقال إن العامل الوحيد ذي الصلة الذي يجب على المحكمة مراعاته هو ما إذا كانت هذه التصريحات تعكس قرارات أو توجيهات رسمية صادرة عن القادة الإسرائيليين ومجلس الوزراء الحربي.

وأعلن شو أنهم لم يفعلوا ذلك، مستشهداً بعدة تصريحات إسرائيلية رسمية تأمر الجيش بالامتثال للقوانين الدولية وبذل الجهود لحماية المدنيين من الأذى أو الموت.

ويعلق الكاتب الأمريكي على ذلك بالقول: “لقد أهمل شو الرد على الروابط المباشرة التي رسمها، بما في ذلك من خلال أدلة الفيديو، الفريق القانوني لجنوب أفريقيا والتي تظهر كيف رددت القوات الإسرائيلية على الأرض تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول تدمير غزة أثناء فرض حصار على القطاع”.

*الجيش الأكثر أخلاقية!*

وتطرق المحامي البريطاني بشكل مباشر إلى استحضار نتنياهو للقصة التوراتية عن تدمير “عماليق”، والتي أمر فيها الله بني إسرائيل أن “يهاجموا عماليق ويدمروا كل ما لهم تدميرا كاملا.. الرجال والنساء والأطفال والرضع والبقر والغنم والجمال والحمير”.

جادل شو بأنه “ليست هناك حاجة هنا لمناقشة لاهوتية”، وقال إن جنوب أفريقيا أخرجت كلمات نتنياهو من سياقها وتجاهلت تضمين الجزء من بيانه الذي أكد فيه على أن الجيش الإسرائيلي هو “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”، وأنه “يفعل كل شيء لتجنب إيذاء غير المتورطين”.

ويقول سكاهيل ساخرا: “المغزى الضمني هنا من حجة شو هو أن عبارات نتنياهو المبتذلة حول نبل جيش الدفاع الإسرائيلي أبطلت بشكل أو بآخر أهمية استحضار فتوى كتابية عنيفة لوصف عملية عسكرية ضد أشخاص وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بأنهم حيوانات بشرية”.

ويمضي الكاتب الأمريكي بالقول: بدون أي شعور بالخجل، وصف شو تصريحات إسرائيل التي تأمر الفلسطينيين في غزة بإخلاء منازلهم على الفور بأنها “لفتة إنسانية”.

وكانت جنوب أفريقيا وصفت أمر الإخلاء لأكثر من مليون شخص خلال مهلة قصيرة بأنه عمل من أعمال الإبادة الجماعية في حد ذاته.

*تكرار ادعاءات مفضوحة*

أمام المحامية جاليت راجوان فقد كررت الادعاءات التي تم فضحها حول استخدام “حماس” للمستشفيات في العمليات العسكرية واحتجاز الرهائن، مدعية أن أي ضرر ألحقته إسرائيل بالمستشفيات في غزة كان “دائمًا نتيجة مباشرة لأسلوب حماس البغيض في الحرب”.

وردا على تأكيد جنوب أفريقيا بأن الفلسطينيين مُنحوا 24 ساعة فقط للفرار من منازلهم ومستشفياتهم، ادعت راجوان أن إسرائيل أعطت التحذيرات قبل أسابيع من خلال منشورات وخرائط على الإنترنت وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم تذكر راجوان أن إسرائيل قامت بشكل متكرر بإغلاق الإنترنت في مناطق غزة وقصفت بشكل متكرر المناطق التي طلبت من الناس الفرار إليها.

*منع المساعدات*

ورغم أن منظمات الإغاثة الدولية إسرائيل، التي تلعب دور السيد المطلق على ما يدخل إلى غزة ويخرج منها، بسبب عرقلتها إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأنه في هذا الأسبوع فقط، قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن إسرائيل تمنعها من إيصال المساعدات إلى شمال غزة، في حين قالت منظمة الصحة العالمية إنها تواجه تحديات “لا يمكن التغلب عليها” في توصيل المساعدات، إلا أن عمري سندر، أحد المحامين الممثلين للاحتلال زعم أن إسرائيل “تقوم بتوصيل كميات كبيرة من المساعدات يوميًا إلى غزة، وأن “حماس تسرقها باستمرار”، يقول الكاتب.

أما المحامي كريستوفر ستاكر، فقد أخذ صفحة من كتاب الدعاية البالية لنتنياهو وقارن حرب غزة بالحرب العالمية الثانية، قائلاً إن محكمة دولية تأمر إسرائيل بوقف العمليات في غزة ستكون أقرب إلى محكمة في الأربعينيات تجبر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية على الاستسلام لقوى المحور في أوروبا، كما يقول سكاهيل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى