محافظات

الدكروري يكتب عن حياة المرأة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن حياة المرأة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الواحد القهار، مكور النهار على الليل والليل على النهار، أحمده ما فاحت الأزهار، وما ترعرعت الأشجار، وما تدفقت الأنهار، وما أناب إلى ربهم الأبرار، وعاد إلى مولاهم الأخيار، والصلاة والسلام على المبعوث بالوحدانية، المشرف بالعبودية، الذي هدى به الله الإنسانية، وأنار به أفكار البشرية، وزعزع به كيان الوثنية، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، لقد قيل في حياة المرأة، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال “والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم، ومنها أيضا والله أعلم “حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم بعيدا عن تهمة الإستنصار بالولد، والإعتماد عليه”

كما هي عادة العرب في ذلك الوقت، بل أن ما جاء به من دين نشر في الأرض لأنه هو الحق ولا حق سواه، والحق دائما أظهر وأقوى، وقد كان العربي في الجاهلية يترقب الأولاد للوقوف إلى جانبه ومساندته، والدفاع عن الحوزة وحماية البيضة، أما البنت فكان التخوف من عارها يحملهم على كراهتها حتى بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالدين الإسلامي خاتم الأديان الذي إرتضاه الله عز وجل لعباده، فحفظ الإسلام للبنت حقوقها وأنزلها المنزلة اللائقة بها ووعد من يرعاها ويحسن إليها بالأجر الجزيل وجعل حسن تربيتها ورعايتها والنفقة عليها سبب من الأسباب الموصلة إلى رضوان الله وجنته، وقد جاء في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه” رواه مسلم، ويلاحظ في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو ضم أصابعه، ولم يفرق بينهما كناية عن شدة قرب من عال جارتين من الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، وفي الحديث الآخر عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “دخلت علىّ امرأة ومعها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا، فأخبرته فقال “من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار” أي حجابا ووقاية من النار، متفق عليه، فأيّ فضل أعظم من هذا الفضل، وأيّ أجر أعظم من هذا الأجر.

وعلى الرغم من هذا الأجر العظيم الوارد في فضل تربية البنات والإحسان إليهن إلا أن هناك من الناس من لا يُسر لمولد البنت فيظهر الهمّ والحزن، وما هذا إلا جهل وإعتراض على قدر الله تعالي، والبعض يفرط ويقصر في تربية وتوجيه بناته ولا يرعاهن الرعاية المطلوبة منه، ولو أن الإنسان تفقه في دين الله تعالي ووقف عند حدوده واقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمر من أمور حياته لعاش مطمئنا مرتاح البال قرير العين، ولعرف كيف يعبد ربه، وكيف يتعامل مع إخوانه، وأهله، وزوجته، وكيف يربي أولاده فالحمد لله أنه ما من خير إلا ودلنا ديننا الإسلامي الحنيف عليه وما من شر إلا وحذرنا منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى