مقال

الشريعة الإسلامية بين العدل والإنصاف

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الشريعة الإسلامية بين العدل والإنصاف
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 22 يناير 2024

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما ” وإنك لعلي خلق عظيم” روي عن المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متّكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرّمناه، وإن ما حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرّم الله” رواه الترمذي، وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، إذ ظهر في الأمة أناس ينكرون بعض السنّة أو كلها بدعوى الإستغناء عنها بالقرآن الكريم.

ولقد كان في خُطب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي تخللت شعائر حجة الوداع في عرفات وفي يوم النحر وفي أيام التشريق وصايا عظيمة جامعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته وأمته، وكانت كذلك لقاء وداع للنبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته والدنيا بأسرها، بعد أن أدى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونصح للأمة في أمر دينها ودنياها، ومن ثم اهتم العلماء قديما وحديثا بحجة النبي صلى الله عليه وسلم وخطبه فيها اهتماما كبيرا، واستنبطوا منها الكثير من الفوائد والدروس والأحكام، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد لقد قامت الشريعة الإسلامية علي العدل والإنصاف فإنه كما أن للزوجة حقا على زوجها، فإن للزوج حق على زوجته.

ومن هذه الحقوق هو طاعته بالمعروف، فعلى المرأة خاصة أن تطيع زوجها فيما يأمرها به في حدود استطاعتها، وهذه الطاعة أمر طبيعي تقتضيه الحياة المشتركة بين الزوج والزوجة، وكذلك أيضا المحافظة على عرضه وماله، حيث قال تعالى ” فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ” وإن حفظها للغيب هو أن تحفظه في ماله وعرضه، فقد روى أبو داود والنسائي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال “ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها طاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله” ولقد حث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم من زواج البكر، ولكن إن كان لديك من الأسباب ما يستدعي أن تتزوج ثيبا فلا حرج ولا إثم ولا ضير فإن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يحكي فيقول.

تزوجت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “يا جابر، تزوجت؟” قلت نعم، قال “بكر، أم ثيب؟” قلت ثيب، قال “فهلا بكرا تلاعبها؟” قلت يا رسول الله إن لي أخوات، فخشيت أن تدخل بيني وبينهن، قال “فذاك إذن” رواه مسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا إلا السيدة عائشة رضي الله عنها، وأما عن القاعدة الثالثة، وهي أن الولود أفضل من العقيم، حيث سقول الله عز وجل ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا” أليس من أهداف الزواج في الإسلام إنجاب ولد صالح يدعو لوالديه وينفع مجتمعه، لذلك فإن الولود أفضل من العقيم وإن وجد فيها من المميزات الكثير، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب، إلا أنها لا تلد، أفأتزوجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية، فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فنهاه، فقال “تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم” رواه النسائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى