مقال

حنين الجذع والجمل إلي رسول الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حنين الجذع والجمل إلي رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 22 يناير 2024

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، روي عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا منزلا، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت شجرة استأذنت تشق الأرض حتى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له ذلك، فقال هي شجرة استأذنت ربها عز وجل أن تسلم عليّ فأذن لها” رواه أحمد، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه “أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس، فجاءه رومي فقال ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه وكأنك قائم؟ فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة.

فلما قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد، حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من المنبر فالتزمه أي ضمه إليه وهو يخور، فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن، ثم قال أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة، حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فدُفن” رواه الترمذي، وقال المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه “لا تلوموه أي الجذع فإن رسول الله لم يفارق شيئا إلا وجد أي حزن عليه” وإن كان عجيبا أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم ما فيه حياة وهو لا يعقل، كالشجر الذي كان يعرفه ويسلم عليه، والجذع الذي اشتاق إليه.

فالأعجب حقا أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس فيه حياة ولا عقل، شيء إن نظرت إليه ظننت أنه لا يعقل، ولا يسمع ولا يرى، ولكنه في الحقيقة يسمع ويعقل، بل يحب النبي صلى الله عليه وسلم، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل، أي حجر ولا شجر، إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله” رواه الترمذي، وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إني لأعرف حجرا بمكة، كان يسلم علىّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن” رواه مسلم، وقال النووي “فيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن أحُدا جبل يحبنا ونحبه” رواه مسلم.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحُد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله قال اثبت أحد، فما عليك إلا نبيّ، أو صدّيق، أو شهيدان” رواه البخاري، وقال ابن حجر “الحب من الجانبين على حقيقته وظاهره، وقد خاطبه صلى الله عليه وسلم مخاطبة من يعقل، فقال لما اضطرب، أي اسكن أحد” وقال ابن عثيمين “وارتجّ بهم الجبل وهذا من آيات الله تعالي، ليس هو ارتجاج نقمة وخسف، لكنه ارتجاج فرح” فاللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، لك راهبين، لك مطواعين، إليك مخبتين منيبين، ربنا تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا، واهدي قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة قلوبنا، أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى