مقال

حق الزوجة في بيت الزوجية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حق الزوجة في بيت الزوجية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن للزوجة حق بيت الزوجية، تنعم فيه بالاستقرار والأمن والراحة والسكينة وتحافظ فيه على خصوصية زوجها وطمأنينة نفسه وراحة باله وسعادته بتحقيق رضاه مما ينعكس عليها أثرا وعيشا، لذلك جاء التوجيه النبوي بقوله ” ولكم عليهن أن لايوطئن فرشكم أحداً تكرهون ” هذا من حق الزوج على زوجته أن لاتوطيء فراشه أحدا يكرهه، وقال ابن خزيمة ” قد بينت في كتاب النكاح أن قوله ” عليهن أن لايوطئن فرشكم أحدا تكرهون “

إنما أراد وطئ الفراش بالأقدام، ولم يرد ما يتوهمه الجهال من وطأ الفروج ” وكما علي الزوجة حق الطاعة للزوج، وهذا الحق فيه عناية ورعاية بالمرأة وفيه حرص الشرع على استقرار الحياة الزوجية وضمان استمرار الحياة بهدوء وأمان لذلك أوجب على المرأة طاعة زوجها، وقال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى ” وإذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها وبطلب رضاه فالزوج أيضا مأمور بالإحسان إليها واللطف بها والصبر على ما يبدو منها من سوء خلق وغيره وإيصالها حقها من النفقة والكسوة والعشرة الجميلة لقول الله تعالى ” وعاشروهن بالمعروف” ونلاحظ من خلال الخطبة الجامعة أن على النساء ألا يوطئن فرش الرجال أحدا يكرهه الزوج، ووضح رسول الله صلي الله عليه وسلم أن هذا حق للرجال على النساء.

فإن خالفت ذلك، فهي تستحق الضرب غير المبرح، فالضرب هنا ليس للتعذيب وليس للانتقام، ولكن للتقويم حتى يفهم الناس السنة على حقيقتها وحين أباح الشرع ضرب الزوجة في حال المخالفة والنشوز، فهو نوع من أنواع العلاج، ولبعض الحالات لا كلها ومن الدواء ما يكون حنظلا مرا ولكنه نافع ناجع بإذن الله، وفي المقابل نجد هناك نصوص وردت في كراهية الضرب كقوله صلي الله عليه وسلم “يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد، ولعله يضاجعها في آخر يومه ” وقال أيضا صلي الله عليه وسلم ” قد طاف بآل بيت محمد سبعون امرأة يشكون أزواجهن، أي بالضرب، ليس أولئك بخياركم” وإن من حقوق الزوجه هو حق النفقة والكسوة “ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف” فما أجمل هذا الدين وأعظمه وما أكمله وأعدله.

حين يقرر هذه الحقوق الحياتية الضرورية في يوم عظيم ومنسك جليل على رؤوس الأشهاد ومختلف الأجناس واللغات ليستقر في الأذهان هذه القضايا المهمة والواجبات العظيمة التي بضمانها تستقر الحياة الأسرية، وحسب دراسة علمية حول أسباب الطلاق نجد أن ما يقرب من خمسين بالمائة هو بسبب عدم الإنفاق، وفي قوله “ولهن عليكم رزقهن” أي وجوبا، والمراد بالرزق النفقة من المأكول والمشروب وفي معناه سكناهن “بالمعروف” أي على قدر كفايتهن من غير سرف ولا تقتير أو باعتبار حالكم فقرا وغنى وفيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها، وذلك ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، وإذا كان الرجل بخيلا، أو مقصرا في النفقة لأي سبب كان مع قدرته عليها، جاز للمرأة أن تأخذ من ماله قدر حاجتها وولدها بدون إذنه لأن في منعها النفقة مضارة لها ولولدها وتضييع لهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى