مقال

المفاخرة في سبيل الشيطان

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن المفاخرة في سبيل الشيطان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 31 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد إن العبادة اللغة هي التذلل والخضوع، كما قال الرازي أن أصل العبودية الخضوع والذل، والتعبيد التذليل، يقال طريق معبد، والتعبيد أيضا الاستعباد، وهو اتخاذ الشخص عبدا، والعبادة الطاعة والتنسك، وإن العبادة اصطلاحا هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالي ويرضاه، من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وهذا التعريف يفيد شمولية معنى العبادة لكل حركات العباد وسكناتهم، فكل فعل، أو ترك من المكلفين يمكن أن يكون عبادة وقربة باستحضار النية، وقصد الطاعة منه، وبموافقة الشرع في طريقة تطبيقه وأدائه.

ومن تعريف العبادة أيضا أنها امتثال أوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه، وينبه هذا التعريف على مسألة خطيرة ألا وهي بيان مصدر تلقي الأوامر والنواهي المتعلقة بالعبادة، فليس لأحد غير الله تعالى أن يشرع للعباد شعائر أو شرائع، وقال الله تعالى كما جاء في سورة الشوري ” أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ” فلا يحق لأحد من المخلوقين أن يشرع للناس الشرائع، أو يضع لهم الأديان، أو يحسن أو يقبح لا عالم، ولا ولي ولا أمير، ولا غيرهم، وإن العمل عبادة لما رواه الإمام الطبراني عن كعب بن عجرة قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فرأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان” واعلموا يرحمكم الله إن الأموال والأولاد هما اختبار وامتحان في الدنيا، فقد قال الله سبحانه وتعالى فى كتابة الكريم فى سورة الأنفال ” اعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ” فهذا تنبيه على الحذر من الخيانة التي يحمل عليها المرء حب المال، وهي خيانة الغلول وغيرها، فتقديم الأموال لأنها مظنة الحمل على الخيانة في هذا المقام، وعطف الأولاد على الأموال لاستيفاء أقوى دواعي الخيانة فإن غرض معظم الناس في جمع الأموال.

أن يتركوها لأبنائهم من بعدهم، وقد جعل نفس الأموال والأولاد فتنة لكثرة حدوث فتنة المرء من جراء أحوالهما، مبالغة في التحذير من تلك الأحوال وما ينشأ عنها، فكأن وجود الأموال والأولاد نفس الفتنة، وعطف قوله سبحانه وتعالى ” وأن الله عنده أجر عظيم ” على قوله تعالى ” أنما أموالكم وأولادكم فتنة ” للإشارة إلى أن ما عند الله من الأجر على كف النفس عن المنهيات هو خير من المنافع الحاصلة عن اقتحام المناهي لأجل الأموال والأولاد، ونعوذ بالله من الفتن، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، وسائر بلاد المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى