دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الدفاع عن عرض رسول الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الدفاع عن عرض رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 1 فبراير 2024

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد من أروع مواقف إحسان الظن بالمسلمين هو موقف السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها، من حادثة الإفك وكانت هي التي تسامي السيدة عائشة رضي الله عنها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والضرائر مجبولات على الغيرة، ولا شك أن هبوط سهم السيدة عائشة رضي الله عنها يرفع من قدر ضرتها لكن ورعها رضي الله عنها وديانتها أبت لها حين سألها النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة إلا أن تقول أحمى سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا، وقريب من هذا قول أسامة بن زيد رضي الله عنه.

لما استشارة النبي صلى الله عليه وسلم في شأن السيدة عائشة رضي الله عنها، قال يا رسول الله أهلك، وما نعلم إلا خيرا، ولقد ورد على لسان بعض هؤلاء نفس العبارة التي أراد الله من الخائضين أن يتوقفوا عندها، فقال الله تعالى ” ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ” وقد أنزل الله تعالي على النبي صلى الله عليه وسلم آيات البراءة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبشرى يا عائشة قد أنزل الله براءتك وهكذا تولى الله تعالى بنفسه الدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل قرآنا يتلى إلى يوم الدين يشهد ببراءة الصدّيقة بنت الصدّيق مما أشيع في حقها، ويظهر منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته عنده، وكرامتهم عليه، ولقد كان لزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم دور عظيم في حفظ السنة النبوية.

ونقلها إلى المسلمين ومن خلال روايتهن للحديث الشريف، ولقد عاشت السيدة عائشة رضي الله عنها لتكون المرجع الأول في الحديث والسنة، والفقيهة الأولى في الإسلام، وقال الإمام الزهري لو جمع علم السيدة عائشة، إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة رضي الله عنها أفضل، وقال هشام بن عروة عن أبيه ” ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة” ولقد كان علم السيدة عائشة رضي الله عنها واسعا غزيرا، فهي ملمة بكل ما تصل بالدين من قرآن وسنة وفقه، وفي ذلك قال الحاكم في المستدرك إن ربع أحكام الشريعة نقلت عنها أي السيدة عائشة، وقال أبو موسى الأشعري الصحابي الجليل “ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قط إلا وجدنا عندها منه علما”

فقد كان الصحابة يستفتونها في الأمور التي لا يستطيعون اتخاذ الرأي بشأنها، كما كانت تصحح لكبار الصحابة والعلماء الآيات والأحكام والأحاديث وتوضح لهم ما خفي عنهم، ومن أمثلة ذلك هو رجوع أبو هريرة رضي الله عنه عما يرويه عن الفضل ابن عباس رضي الله عنهما أن من أدركه الفجر وهو جنب فلا يصم فلما سألت في ذلك عائشة وأم سلمة قالت “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم، وعندما علم أبو هريرة رضي الله عنه بذلك قال هما أعلم ورد ما كان يقول في ذلك، وكما كانت حجرتها المباركة تعد مدرسة يختلف إليها طلاب العلم والمعرفة الذين وفدوا من مختلف الأقطار لينهلوا من هذا النبع الغزيز من العلم والمعرفة وكانت رضي الله عنها تحجب عن الطلاب غير المحارم، كما كانت لا تفتي إلا بوجود الدليل من الكتاب والسنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى