مقال

الصحابي قائد كتيبة الموت

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن الصحابي قائد كتيبة الموت
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 4 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل والقائد الشهيد عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه، وقيل أنه حينما قدم عكرمة ليعلن إسلامه وثب النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم إليه دون رداء مستقبلا له، فرحا بقدومه، وقال له “مرحبا بالراكب المهاجر” ولعل الحبيب عانقه، فأزال ما على قلبه من ركام الجاهلية ولا شك أن لهذه المواقف العظيمة وغيرها من رسول الله صلي الله عليه وسلم أعظم الأثر في نفس هذا الصحابي العظيم عكرمة بن أبي جهل.

وفي الكلام حول الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل فيحسُن حينئذ بيان موقف المسلم حول ما جرى من أحداث حول الفتنة، فأهل السنة يعتقدون أن الواجب السكوت وعدم الخوض في الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم، وذلك بعد مقتل الخليفة الراشد الثالث ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويقرّون أن فتنة الجمل قد جرت من غير إختيار من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولا من الزبير بن العوام، ولا من طلحة بن عبيدالله رضي الله عنهم، وأن السيدة عائشة رضي الله عنها خرجت للإصلاح بين المسلمين، ويعتقدون أنهم جميعا من الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، فتحول قلب عكرمة بن أبي جهل من قلب رجل مبغض حقود للإسلام والمسلمين إلى قلب رجل لا يحب في الدنيا أكثر من هذا الدين.

الذي لطالما حاربه، فقرر عكرمة أن يتحول إلى جندي ينشر هذا الدين الذي لطالما حاربه، فلم يترك عكرمة بن أبي جهل بعد إسلامه غزوة مع رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا وشارك فيها، وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه أصبح عكرمة قائدا لجيش من جيوش الإسلام العظيمة التي حاربت الردة، قبل أن يتحول إلى قائد عظيم من قادة المسلمين في بلاد الشام، وفي قصة إسلام عكرمة رضي الله عنه بيان لحكمة النبي صلى الله عليه وسلم، وسمو خلقه ورحمته وسماحته، فرغم أن عكرمة كان أحد الذين عادوا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وآذوه إيذاء شديدا، فقد كان لعفوه وسماحته صلى الله عليه وسلم وكلماته وترحيبه في إستقباله ومعانقته عند قدومه الأثر الكبير في إزالة ما على قلبه من ركام الجاهلية.

وكان كافيا لتغيير حياته، وإجتذابه إلى الإسلام ومن ثم تأثر عكرمة رضي الله عنه بموقف النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، فإهتزت مشاعره وتحركت أحاسيسه ودخل نور الهداية قلبه فأسلم، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم ” قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا” فأي حكمة وأخلاق كريمة كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق الله سبحانه وتعالى حيث يقول عن نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ” وإنك لعلي خلق عظيم” ويقول تعالي ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى