مقال

جوانب التربية المتعدده

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن جوانب التربية المتعدده
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 5 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد إن من جوانب التربية المتعدده هو التربية الأخلاقية والمقصود بالتربية الأخلاقية العمل على غرس قيم الخير في نفس الطفل، كالصدق والأمانة وبر الوالدين والشجاعة، ومن أهم جوانب التربية الأخلاقية العمل على تخليته من الأخلاق البذيئة، كالكذب والجبن وما إلى ذلك، وكما أن من جوانب التربية المتعدده هو التربية العقلية، وقد أعطى الإسلام للعقل عناية خاصة، فالإسلام يشجع الطاقات العقلية ويحترمها، وألقى الإسلام على عاتق الأبوين تربية عقل الطفل.

فليس المقصود من التربية كما يفهم الكثيرون الطعام والكساء، بل لا بد من غذاء عقلي للطفل لينمو عقله ويستطيع أن يساير الحياة، وحتى ننهض بالعقل لا بد من اغترافه من معين الثقافة والعلم، والتركيز على القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالإضافة إلى هذه العلوم لا بد من الاطلاع على الكتب العامة والمعارف الأخرى، وعلى الأبوين كذلك اختيار الأصدقاء المتميزين بثقافتهم الإسلامية، وكما أن من جوانب التربية المتعدده هو التربية الاجتماعية، ويقصد بالتربية الاجتماعية هو تربية الطفل على آداب اجتماعية فاضلة، وهي المنبثقة من العقيدة الإسلامية، كالنظام وحسن التعامل والتصرف الحكيم، وتقوم التربية الاجتماعية أيضا على التربية الإيمانية والأخلاقية والعقلية.

وذلك ليستطيع التفاعل في المجتمع والتأثير فيه، وتقع هذه المسئولية أولا على الأسرة، وباكتمال هذه الجوانب يصبح لدينا طفل قوي العبادة، صحيح العقيدة، متين الخلق، مثقف الفكر، يستطيع أن يخدم دينه وأمته، وأن يكون لبنة صالحة في المجتمع، وإن من طرق تربية الأطفال هو التربية بالملاحظة، وهي ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقدي والأخلاقي، ويدخل فيه التكوين النفسي والاجتماعي، وهذه التربية جسدها النبي صلى الله عليه وسلم في ملاحظته لأفراد المجتمع، ويعقبها الترشيد والتوجيه، ويجب الحذر من أن تتحول الملاحظة إلى تجسس، فمن الخطأ أن نفتش غرفة الولد المميز ونحاسبه على هفوة نجدها لأنه لن يثق بعد ذلك بالمربي، وسيشعر أنه شخص غير موثوق به.

وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الأشياء عند أصدقائه أو معارفه، ولم يكن هذا هدي النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في تربيته لأبنائه وأصحابه، كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان لأن الطفل وبخاصة المميز والمراهق يحب أن تثق به وتعتمد عليه، ويحب أن يكون رقيبا على نفسه، ومسئولا عن تصرفاته، بعيدا عن رقابة المربي، فتتاح له تلك الفرصة بإعتدال، وعند التربية بالملاحظة يجد المربي الأخطاء والتقصير، وعندها لا بد من المداراة التي تحقق المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل والمداراة هي الرفق في التعليم وفي الأمر والنهي، بل إن التجاهل أحيانا يعد الأسلوب الأمثل في مواجهة تصرفات الطفل التي يستفز بها المربي، وبخاصة عندما يكون عمر الطفل بين السنة والنصف والسنة الثالثة، حيث يميل الطفل إلى جذب الانتباه واستفزاز الوالدين والإخوة، فلا بد عندها من التجاهل لأن إثارة الضجة قد تؤدي إلى تشبثه بذلك الخطأ، كما أنه لا بد من التسامح أحيانا لأن المحاسبة الشديدة لها أضرارها التربوية والنفسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى