مقال

وجوب أخذ الحذر من العدو

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن وجوب أخذ الحذر من العدو
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 6 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد إننا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان، فإذا أردنا أن نرتفع ونعود إلى مقاماتنا السامية قبل هبوطنا ينبغي لكل مؤمن ومؤمنة أيضا أن يقرأ هذه النداءات أو يستمع إليها، فإنه يحصل على العلم الكافي، فيصبح ذا علم بربه وبمحابه ومكارهه، وكيف يتقرب إليه ويتوسل ليرضى عنه ويحبه، وينزله في جواره يوم نهاية حياته، وهذه النداءات قد حوت كل مسلم أو مسلمة هو في حاجة إليه، وها نحن مع النداء الثالث والعشرون وفحواه أو عنوانه أو ما يحتويه في وجوب أخذ الحذر من العدو.

والتصرف بحكمة حال الحرب واشتداد القتال، واليوم المسلم هابط، لا شأن له بهذا، لكن لما كان هذا النور الإلهي ينزل ويتلقاه المؤمنون كان هذا هو التوجيه الرباني، وبمقتضاه خاضوا معارك في الشرق والغرب، وانتصروا على الشرك والكفر والله العظيم، لكن لا يأس ولا قنوط، كما قال تعالي ” إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون” وما يدريك فقد يأتي يوم ما وإذا أمة الإسلام من الشرق والغرب أمرها واحد، وخليفتها واحد، وقاعدتها التي ترتكز عليها واحدة، وهي أن ننشر الهدى في العالمين، ويقول تعالي كما جاء من سورة النساء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ” يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا” وهذا النداء قصير، ولو درست في الكليات الحربية سبعين سنة فلن تأتي بما يتفوق على هذا النداء.

وهذا نداء الله تعالي لأوليائه، وأولياء الله هم المؤمنون، فكل مؤمن تقي هو لله ولي، وقد عرف العدو هذا، ونحن تركنا الحذر المطلوب منا، فإذا بالعدو يحصر الولاية فيمن مات وبني على قبره أو ضريحه قبة أو تابوت من خشب غال، ووضع على التابوت ستائر حريرية وإستبرق، فذلك هو الولي فقط، وما عداه فكلهم أعداء الله، فافجر بنسائهم، وكل أموالهم، ومزق أعراضهم، واحتل عليهم، وافعل بهم ما شئت، فليسوا بأولياء، وأما سيدي فلان صاحب الضريح والقبة فانتبه، فاحلف بالله سبعين مرة ولا تخف، ولكن لا تحلف بسيدي فلان، فإنك تحترق، حتى إن أحدهم لو دخل عاصمة من عواصم العالم، وعندما يلاقي أول مواطن يقول له أنا غريب الدار جئت إلى هذه البلاد، فدلني على ولي من أوليائها أزره.

فوالله ما يأخذ بيدك إلا إلى ضريح، وهذا هو الواقع، وادخل دمشق أو القاهرة المعزية وأول من تلقاه اسأله من فضلك أنا غريب وجئت أزور وليا من أولياء هذه البلاد فدلني عليه فلن يأخذك إلا إلى ضريح أو قبر، ولا يوجد عندهم ولي حي يمشي لأن الأولياء مبجلون معظمون محترمون لأن الله يقول ” من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب” فلا أحد يقوى على أذية ولي، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى