مقال

الشرك والزنا واللواط

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الشرك والزنا واللواط
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأربعاء : الموافق 7 فبراير 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد قرن الله سبحانه وتعالى الشرك والزنا واللواط بالنجاسة والخبث في كتابه دون سائر الذنوب وإن كانت جميع الذنوب تشتمل على ذلك لكن الله عز وجل خص هذه الذنوب الثلاثة لغلظها وقباحة فاعلها ومرتكبها عند الله تعالى وشناعة وبشاعة فعلها وإستقذار ممارسيها عند الله تعالى وعند عباده لما فيها من تعد لحدود الله تعالي وعدم مبالاة بأوامره سبحانه وأوامر نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم.

فقال تعالى كما جاء في سورة التوبة “ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس” وكما قال الله عز وجل في حق اللواط، كما جاء في سورة الأنبياء ” ولوطا أتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين” وأما الزناة فجاء وصفهم صريحا فقال تعالى في سورة النور ” الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات” وقال ابن القيم رحمه الله تعالى والمقصود بيان ما في الزنا واللواطة من نجاسة وخبث أكثر وأغلظ من سائر الذنوب ما دون الشرك وذلك لأنها تفسد القلب وتضعف توحيده، ولهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة أكثرهم شركا، فكلما كان الشرك في العبد أغلب كانت هذه النجاسة والخبائث فيه أكثر وكلما كان العبد أعظم إخلاصا كان منها أبعد، فليس في الذنوب أفسد للقلب والدين من هاتين الفاحشتين.

وقال بن حجر رحمه الله “لقد عد العلماء الزنا من الكبائر، وبعض الزنا أغلظ من بعض فالزنا بحليلة الجار أو بذات الرحم أو بأجنبية في شهر رمضان أو البلد الحرام فاحشة مشينة” ولهذا منع النبي صلى الله عليه وسلم كل الأسباب المؤدية إلى الزنا، وجميع الدوافع الدافعة إليه، فقال صلى الله عليه وسلم “أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية” رواه النسائي، وحذر نبي الأمة والرحمة من الدخول على النساء أو الإختلاط لأن ذلك مما قد يدفع ضعاف النفوس إلى ممارسة هذه الفاحشة العظيمة المشينة المحرمة، فقال “إياكم والدخول على النساء” فذكر له رجل” فقال أرأيت الحمو يارسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم “الحمو الموت” أو كما جاء في الحديث، فإذا كان هذا مع أخ الزوج.

فما بالنا بمن يتركون الرجال الأجانب يدخلون على نساءهم ومحارمهم دون أن يحرك ذلك ساكنا فيهم من شعور بالغيرة على أعراضهم ومحارمهم، مدعين بذلك العفة لدى الجنسين وأقول والله إنه ضعف في الدين وقلة حيلة لدى أولئك المساكين، ولهذا قال الله تعالى محذرا من الدخول على النساء ” وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب” ثم ذكر المولى جل وعلا الحكمة البالغة من ذلك فقال تعالي كما جاء في سورة الأحزاب” ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ” فاللهم إنا نشهد بأننا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم، فاللهم ارزقنا اتباعه، والتأسي به والاقتداء بهديه، الله لا تحرمنا شفاعته يوم العرض عليك، اللهم اجعلنا من زمرته، واجعلنا من أنصار دينه الداعين إلى سنته المتسكين بشرعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى