مقال

اتقوا الله مادمتم في دار العمل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن اتقوا الله مادمتم في دار العمل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 9 فبراير 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، ثم اما بعد ينبغي على المؤمن أن يغنم حياته وأن يستغل أوقاته بكثرة الحمد لله جل ثناؤه في كل وقت وحين، ولاسيما في الأوقات التي يتأكد فيها الحمد وقد كان نبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم يستفتح خطبه بحمد الله جل ثناؤه، وكان عليه الصلاة والسلام يكثر من حمد الله في صلاته ودبر الصلاة، فالصلاة قائمة على حمد الله جل وعلا، فهي تستفتح بحمد الله، وسورة الحمد ركن من أركانها وكان نبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم.

يقول في ركوعه وسجوده ” سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي” ويقول إذا رفع من الركوع “ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أحق ما قال العبد” أي أن حمد الله تعالي أفضل شيء يقوله العبد، وكان صلي الله عليه وسلم يختتم صلاته بذكر اسم الله تعالي الحميد، وكان صلي الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة الحمد لله، يقولها في جملة ما يقوله من أذكار في أدبار الصلوات المكتوبة، وكان صلي الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه لينام حمد الرب الكريم تعالي، فكان عليه الصلاة والسلام يقول إذا أوى إلى فراشه ” الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآونا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي ” واعلموا يرحمكم الله إن الأمانة لا تختص بمجال واحد كما يظنه بعض عوام المسلمين.

وأن الأمانة إنما تختص بأداء الودائع إلى أهلها، فليس الأمر كذلك، وإنما الأمانة مسؤولية عظيمة وواجب كبير، فهناك أمانة تتعلق بحقوق الله عز وجل، وأمانة تتعلق بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمانة تتعلق بحقوق عباد الله، فاتقوا الله وأعطوا الأمانة حقها، وتحملوا هذه المسؤولية العظيمة، وأدوا هذا الواجب الكبير، واعلموا أن الله عز وجل سائلكم عن هذه الأمانة حينما تقفون بين يدي الله عز جل، حين العرض الأكبر على الله، فيقول تعالى فى سورة الحاقة “يؤمئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه” فاتقوا الله مادمتم في دار العمل، وأدوا الأمانة على وجهها وقوموا بها في جميع مجالاتها، واستعينوا بالله تبارك وتعالى على ذلك، فإنه نعم المولى ونعم المعين سبحانه، فإن من الناس من يتعامل بالأمانة في حدود ضيقة وفي مصالح محدودة.

فهو يتعامل بالأمانة في حدود من يعامله بها، جزاء له من جنس عمله، فإذا وجد أمينا عامله بالأمانة، وإذا وجد خائنا عامله بالخيانة، وليس هذا شأن المؤمن فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أدى الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك ” فالأمانة عباد الله مطلوبة في كل وقت وحين وفي جميع الأحوال، وهي ممدوحة في جميع أحوالها، والخيانة مذمومة في كل وقت وحين، وهي قبيحة في جميع أحوالها، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ” ولا تخن من خانك ” نعم طالبه بحقك، طالبه بحقك لكن لا تعامله بالخيانة فإن الخيانة مذمومة في كل وقت وحين فاحذر عبد الله المؤمن من الخيانة واحذر أن تكون من الخائنين وجاهد نفسك على الأمانة في جميع أحوالك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى