نماذج مشرفة

التحف الواقع شعر بألام الوقائع

جريدة الاضواء

التحف الواقع
شعر بألام الوقائع
تذكر الغياب فكتب اغاني الحياة بحلوها ومُرها
يُبكيه زمن فيه تنمو طحالب المستنقعات بسرعة
وأبناء العهر نصبوا أنفسهم من الإشراف
من تحت الركام والقذائف والصواريخ أطفال
يطلبون النجدة وهم يقرؤون كتب الهدى للمتقين
في غزة.
في غزة رجال واجهوا الموت فانتصروا ومنهم من
طلبوا أن يكون إلى جوار ربهم أحياء يُرزقون
ياعرب الخنوع الدم يقهر السيف.
في غزة لم يحافوا برد الشتاء وحر الصيف فهم
أبناء العز والمجد والفخار
في بلادنا مزقوا التراب
قطعوا الأشجار
اسكتوا العصافير
في بلادنا على منبر الشرف ننادي الراحلين.
فقد قدموا هداياهم
غلفوها بقلوبهم
زيّنوها بشرايينهم ووضعوها على اكتافهم كبار صليبهم.
علموا أن أحبابهم سيحزنون
أمهاتهم سيبكين والينابيع ستجف أمام من يبحث
عن الطريق
حدثنا الشاعر عن القحط والجوع
عن الذل والقهر
عن كلّ جنازة مُهيبة
عن ناس يبتسمون في السر والعلانية
حدثنا عن ولادات غير شرعية نتيجة تناوب
أمهاتهم تجار السياسة وكؤوس الخمر فانتسبن
إلى كلّ الأحزاب والطبقات والاوطان
حدثنا عن دموع الحزن
عن خير السماء والأرض
حدثنا عمن لايملكون طعاماً فاقتسموا رغيف الخبز بين بعضهم البعض
رسم لوحات الفقر
صرخات القهر
أنين الفقير
حدثنا عن ايد قاومت الركام فخدشها
عن ابتسامة طفل وأدها غبار الجنون
بني تماثيل الفرح القادم
جعل النور يلعن العتمة
لون بقوس قزح الجبال الشماء
بحث عن طعام الجياع
رقصت حروفه تحت المطروفوق الحروق
غني للحجارة
لملم عقله عندما رأى الأكفان تُزيّن الأرض
حاك ثوب العرس حالماً بعد أن رأى الأبواب تُغلق أمامه ابتداء من باب الوطن إلى باب المدينة
حتى بابي بيته وغرفته والنوافذ
أسدل الستائر
كسر المرأة
عزف انشودة الحياة
ملأ المحبرة
احضر القلم وكتب وصيته بعد أن
أمر عقله بسحب زناد القلب
على من خان بلدي وافسد فيها فلا
مكان للرحمة فيه
هذا ماتكلمت به سورية وقالت
وفي قولها الحق
يا أبنائي لقد أودعت غزة أمانة بين
ايدي الشرفاء
فما بقي للكاتب الا ان يوصل الأمانة
دراستي التحليلية في بعض قصائد
الشاعر السوري
توفيق عابدي
بن سلمية
انتصار عزيز عباس
في 8/2/2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى