مقال

الأساليب الأحدث في التربية الحديثة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الأساليب الأحدث في التربية الحديثة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 13 فبراير

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن وسائل التربية للأبناء وإن الضرب كوسيلة للعقاب لا يلجأ إليه الوالدان إلا لحظة الانفعال من تصرفات الأبناء، وعدم التفكير بروية للتعامل مع الخطأ الذي قام به الابن، فيكون الضرب أقرب وسيلة للعقاب والردع، كما ترى أن الضرب لا يصلح لكل الأعمار، ولا كل المواقف، فتوجد وسائل أخرى كثيرة مثل الحرمان من الخروج.

فلا بد أن يختار الوالدان الأسلوب المناسب للمواقف المختلفة، للتعامل مع الأبناء حال الإثابة أو العقاب، حتى لا يعتاد الأبناء على أسلوب وحيد في العقاب، فيصبح بلا قيمة، ولا ردع، ولا تأثير، بالإضافة إلى ضرورة معرفة الآباء، ودرايتهم باحتياجات الأبناء، واستخدام الأساليب الأحدث في التربية الحديثة، وكما أن هناك ضرورة للتأكيد علي التوازن في معاملة الأبناء عند اقترافهم بعض الأخطاء إذ يوجد أخطاء تنتج عن عدم فهمهم للمواقف، وما هو التصرف اللائق، وهنا يعذر الأبناء، ولا يعاقبون بل على الوالدين تفهيمهم نوعية التصرف اللائق والمناسب، وأن الثواب نوعان مادي ومعنوي فالمادي يعني إعطاء الطفل شيئا ملموسا، يمثل له مردودا إيجابيا في نفسه، فمثلا إذا التزم بتأدية الواجب المدرسي.

فيعطيه الأب جائزة مثل الشيكولاتة، أو اللعب على الكمبيوتر، ومن الأفضل عدم إدخال النقود في عملية الثواب، أما الثواب المعنوي، فيعني الاستحسانَ والإطراء، ومدحه بالجمل التي يرغب في سماعها، والتي تزيد من عزمه واستمراره مثل أحسنت، وإن الوالدين ذوي المستوى المتدني تعليميا هم أكثر الفئات لجوءا لضرب أبنائهم، أما الطبقة المتوسطة، فتستخدم أساليب تميل للاعتدال، وهكذا نجد الطبقات العليا، والمعدومة والمتدنية الأكثر تطرفا إما في القسوة، أو التدليل الزائد، ويؤكد من دور الوالدين المتعلمين في عملية التنشئة الاجتماعية من القراءة والاطلاع على كتب التربية الحديثة، وكتب التنشئة الاجتماعية ليتسلحوا بالأساليب المناسبة للتربية، ويتجنبوا الأساليب الفاشلة في التربية.

أما غير المتعلمين، فعليهم الانتقاء من وسائل الإعلام، ومساعدة المدرسة، ومركز الشباب والمؤسسات الأهلية، وترجع مسألة الثواب والعقاب في تربية الأبناء إلى نمط الأسرة الذي تستخدمه في معاملتها مع أبنائها، فقد يكون إثابة دائمة، أو عقابا دائما، كما تختلف الأسر أيضا في استخدامها لطرق التنشئة الاجتماعية للأبناء، وهو ما يجعل بعض الأسر تستخدم في عقابها الضرب دائما، والبعض الآخر يستخدم الحرمان من المصروف دائما، دون فهم لأساليب التربية الحديثة، التي تشير إلى ضرورة استخدام كل الوسائل في الثواب والعقاب لأن المواقف مختلفة وبالتالي لا بد أن يختلف معها أسلوب الثواب والعقاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى