مقال

سمات الكمال لرسول الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن سمات الكمال لرسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 14 فبراير

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد جمع الله سبحانه وتعالى في نبيه المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري وتألقت روحه الطاهرة بعظيم الشمائل والخصال وكريم الصفات والأفعال، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد وتملكت هيبته العدو والصديق، فمن سمات الكمال التي تحلى بها صلى الله عليه وسلم خلق الرحمة والرأفة بالغير، كيف لا ؟ وهو المبعوث رحمة للعالمين، فقد وهبه الله قلبا رحيما يرق للضعيف ويحن على المسكين ويعطف على الخلق أجمعين حتى صارت الرحمة له سجيّة.

فشملت الصغير والكبير والقريب والبعيد، والمؤمن والكافر فنال بذلك رحمة الله تعالى فالراحمون يرحمهم الرحمن، ولقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها من المناصرين للمرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين، كما أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته في الدنيا والآخرة وأمهات المؤمنين ولهن من الحرمة والتعظيم ما يليق بهن كزوجات لخاتم النبيين صلي الله عليه وسلم فهن من آل بيته طاهرات، مطهرات، طيبات، بريئات مبرآت من كل سؤ يقدح في أعراضهن وفرشهن، فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات.

فرضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين وصلى الله على نبيه الصادق الأمين، وإن للمؤمنين في رسولهم المصطفي صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كان خلقه القرآن، ومن أراد التشبه بالنبي صلي الله عليه وسلم فعليه مراجعة سيرته، وقد كان الحبيب صلي الله عليه وسلم ألين الناس وأكرمهم وأوصلهم للقربى وألطفهم في المعشر، بشهادة زوجاته، بل كان في خدمة أهله وهو الذي تدين له القبائل والبلاد، وكان طلق الوجه ليس عبوسا، دائم النصح، ينادي كل منهن باسم تحبه فيقول لعائشة “يا عائش” ورغم ما لاقته أمهات المؤمنين نساء النبي صلي الله عليه وسلم من خشونة العيش فكان فراش الرسول صلي الله عليه وسلم من أدم وحشوه ليف، كما عانين من قلة الزاد والمتاع فكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول.

“ما شبع آل محمد من طعام بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض ” رواه البخاري، لكنهن جميعا لما نزلت الآية القرآنية التي تخيرهن في البقاء بهذا الوضع واختيار الدار الآخرة، أو تفضيل الدنيا ومفارقة النبي صلي الله عليه وسلم اخترن جميعا صحبة النبي صلي الله عليه وسلم ولم يكن ذلك إلا لما وجدنه من تعويض معنوي مشبع للنفس الطاهرة من خلقه الجميل، عن أي زائل من متاع الدنيا، فاتقوا الله تعالى، واعلموا أنه يجب على كل مسلم ومسلمة معرفة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي من الأصول الثلاثة، التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها، والعمل بها، ويُسأل عنها في قبره، ومن هذه المعرفة معرفة صفاته صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى