غير مصنف

الدكروري يكتب عن تعليم الولد الأحكام الشرعية

الدكروري يكتب عن تعليم الولد الأحكام الشرعية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما بعد فيا أيها المؤمنون، اتقوا الله جل وعلا واعملوا لدنياكم كأنكم تعيشون أبدا واعملوا لأخراكم كأنكم تموتون غدا، فلنقدم الآخرة على الدنيا فإنها الباقية، وتلك هي الفانية فما السعادة إلا بذلك جعلنا الله وإياكم من أهلها، ثم أما بعد إنه ينيغي علي الوالد القيام بتعليم ولده الأحكام الشرعية المفروضة.

وهو في سن السابعة، وأن يأدبه عليها في سن العاشرة، وأن يهيأه لتحمل مسؤولية التكليف الشرعي في سن البلوغ، وقد يسأل سائل ويقول فإذا كان الأمر كذلك في شأن الخطابات الربانية، فما بالنا نرهق أجسادنا وأجساد أبنائنا، ونجهد أنفسنا ونهدر أموالنا زيادة عن الحاجة والضرورة، بإطالة زمن التعليم والدراسة؟ وهل تحاسب عن ولدك إن ترك الصلاة بعد سن التكليف، وهل تعاقب عوضا عن ولدك إن أخطأ بحق المجتمع، أم إن المسؤولية الدينية والمدنية يتحملها كل بنفسه، فيقول تعالي “ولا تزر وازرة وزر أخرى” وإن الشريعة لم تجعل محلا للمسئولية إلا الإنسان المكلف، وهو من ترجح اكتمال عقله ببلوغه سن النكاح، فيا من ترعون أبنائكم، ويا من ترومون منهم الخير والصلاح لكم ولمجتمعاتهم.

واحرصوا على خيرهم بدفعهم إلى ما يحقق مصالحهم في الدنيا والآخرة، ومن هنا كان الواجب الشرعي هو إعداد الطفل لحياة علمية عملية يستشعر بها مسؤوليته في المجتمع الصالح النافع، ألا ولنعلم أيها الأحبة في الله أن للولد حقا على الوالد قبل حق الوالد على الولد، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسنته، فأضاعوهم صغارا، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارا، واسمع إلى هذا الطفل يجيب والده الذي عاتبه على العقوق، قال يا أبت، إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا” فلنتأمل فيما يريده منا القرآن، ولنعمل ما يطلبه منا الإسلام، بتنشئة الأجيال والأبناء تنشئة صالحة.

وإعدادهم لسن التكليف والبلوغ، تربية وعلما وعملا فالخطاب يتوجه إلينا جميعا فيقول تعالي ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” فسيرى الله عملك أيها الأب، وسيرى الله عملك أيها الشاب المكلف، وسيرى الله علمك يا من تتولى مسؤولية التربية والتعليم، وسيحاسب الله تعالي المجتمعات المقصرة إذا لم تعطي المجال لأبنائها في الحياة، فيا عباد الله هذه وصايا الله إليكم في أبنائكم لترعوها، وهذه توجيهات نبيكم إليكم لتحسنوا التصرف بها، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى