مقال

أسلوب القهر والظلم على الزوجات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أسلوب القهر والظلم على الزوجات
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، ثم أما بعد لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحمل ما يصدر من نسائه ويعذرهن فيما يصدر منهن فقد دخل إحدى الليالي بيت إحدى نسائه ولم تكن ليلتها وإنما دخل ليبول فلما خرج وذهب إلى الأخرى التي هي ليلتها أغلقت عليه الباب ولم تفتح له فكان يقول لها إنما دخلت من أجل البول وهي مصرة على الإغلاق فلما فتحت لم يغضب عليها ولم يضربها مع أنها فعلت فعلا كبيرا لكنه صلى الله عليه وسلم عذرها وعفى عنها.

وها هو يحن على أزواجه ويعطف علهن فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر، فرأيت النبي يُحوّي لها، أي للسيدة لصفية رضي الله عنها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب” هذا هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم زوجا، وهذه هي بعض معاملاته وأخلاقه مع أزواجه فقد كان أفضل الأزواج على الإطلاق، فهل للأزواج اليوم أن يحسنوا معاملة ومعاشرة أزواجهم كما كان نبيهم صلى الله عليه وسلم وهل للأزواج أن يغيروا من أسلوب القهر والظلم على الزوجات، فاعلموا أن حياة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم قدوة لنا فينبغي أن نجعلها نصب أعيينا في التعامل مع أزواجنا، وتصف أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.

كيف كان النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم يتكئ وينام على حجرها وهي حائض، فتقول رضي الله عنها ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن” رواه البخاري، وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يساوي بين زوجاته في كل شيء، وإذا أراد السفر أجرى قرعة بينهن، وإذا جاءته هدية وزعها عليهن بالتساوي، ومن ذلك رواية السيدة أم سليم رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه تمر فبعث لبعض أزواجه بقبضة من يده، وظل يفعلها حتى تبقى بعضها فجلس يأكل منه، وكما كان صلى الله عليه وسلم بارا بزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها حيث تقول السيدة عائشة رضي الله عنهن جميعا ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة.

وإني لم أدركها ولما أغضبته يوما قال صلى الله عليه وسلم لها ” إني قد رزقت حبها ” وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم حين قالت السيدة عائشة عن الراحلة السيدة خديجة قد أبدلك الله خيرا منها مشيرة لكبر سنها، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حسن معاشرة النساء، والإحسان إليهن، فهذا هديه قولا وعملا فمن حسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه مدحهن، والثناء عليهن، وبيان فضلهن، وما لهن من مزايا، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام” رواه البخاري، ومسلم.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ لأزواجه ودهن، ويعترف بجميلهن حتى بعد وفاتهن، فحينما عاتبته السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، أجابها صلى الله عليه وسلم

 “إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد” رواه البخاري، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحفظ لها جميلها حيث ساندته في بداية دعوته، ووقفت معه، وخففت عنه آلام الدعوة، وواسته بمالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى