مقال

المقصود بحُسن الخلق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المقصود بحُسن الخلق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم اما بعد لقد أمرنا الإسلام بحسن الخلق ولكن ما المقصود بحُسن الخلق ؟ وهو ما روي عن النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم حينما قال “البر حسن الخلق” رواه مسلم، وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث السابع والعشرون في الأربعين النووية حسن الخلق.

أي حسن الخلق مع الله تعالي، وحسن الخلق مع عباد الله عز وجل، فأما حسن الخلق مع الله تعالي فأن تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا، فإذا أمرك الله تعالي بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح، وأما حسن الخلق مع الناس فأنه كف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه وغيره، وعلى الرغم من حُسن خلق النبي صلي الله عليه وسلم حيث كان يدعو الله تعالي بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام، وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي” رواه أحمد، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول “اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق” رواه أبو داود والنسائي، وكما كان رسول الله صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام، حيث قال صلي الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي، وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجاته أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطف إليهم ويتودّد إليهم، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقق اسم عائشة رضي الله عنها كأن يقول لها ” يا عائش” ويقول لها “يا حميراء” ويكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها “يا ابنة الصديق”

وما ذلك إلا توددا وتقربا وتلطفا إليها واحتراما وتقديرا لأهلها، وكما كان صلي الله عليه وسلم يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، فيقول لها “دعي لي” وتقول له “دع لي” رواه مسلم، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يسرّب إلى السيدة عائشة رضي الله عنها بنات الأنصار يلعبن معها‏، وكان إذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عرقا وهو العظم الذي عليه لحم أخذه صلي الله عليه وسلم فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حجرها، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها، وربما كانت حائضا، وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يباشرها، وكان يقبلها وهو صائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى