منوعات

الام الملكية «تتى شيرى» اول ملكة مصرية ترتدى تاج النسر ..

جريدة الأضواء

كتبت.. سماح محمد 

انتهى عصر الدولة الوسطى الذهبى، وسقطت مصر فى هوة وفوضى عصر الانتقال الثانى الذى عانت فيه البلاد بشدة من ضراوة احتلال الهكسوس («حكام البلاد الأجنبية»، كما أطلقت عليهم النصوص المصرية القديمة) الذين احتلوا الدلتا المصرية وجزءاً كبيراً من شمال مصر، بينما حافظت أسرة مصرية وطنية على حكم البلاد فى العاصمة المصرية العريقة طيبة (الأقصر الحالية).

ويذكر التاريخ أن كفاح مصر ضد حكم الهكسوس اشتد مع عصر الأسرة السابعة عشرة.

ومن بين ملكات ذلك العصر الفاصل فى التاريخ المصرى القديم، الملكة المناضلة تتى شرى، ويعنى اسمها «تتى الصغيرة». كانت الملكة تتى شرى من أهم ملكات الأسرة السابعة عشرة وعصر الانتقال الثانى. وكانت زوجة للملك ست نخت إن رع تاعا الأول الذى كان ابناً للملك سوبك إم ساف الثانى. واختارها الملك ست نخت إن رع تاعا الأول كى تكون زوجته الكبرى، على الرغم من أنها لم تكن تنتمى للدم الملكى، فقد كانت ابنة شخص عادى يدعى تشننا وزوجته نفرو. وحكم زوجها فترة قصيرة. وأنجبت منه ابنها الملك سقنن رع تاعا الثانى وابنتها إياح حوتب، . وحملت ألقاباً مهمة مثل «زوجة الملك الكبرى» و«أم الملك». وتزوج سقنن رع تاعا الثانى وإياح حوتب وأنجبا الأمير أحمس الذى سوف يصبح ملكاً على مصر، ويحمل لقب الملك أحمس الأول، ملك مصر العليا والسفلى، ويحرر مصر من الهكسوس ويطاردهم إلى خارج الحدود المصرية إلى جنوب فلسطين، ويؤسس الأسرة الثامنة عشرة وعصر الدولة الحديثة، أو عصر الإمبراطورية كما يعرف فى أدبيات علم المصريات

ومن الجدير بالذكر أن الملكة تتى شرى عاشت عمراً مديداً، وعاصرت كل مراحل تحرير مصر من احتلال الهكسوس، وعايشت كفاح ملوك مصر الأبطال ابتداء من زوجها، وابنيها، وحفيدها إلى أن تم تحرير الأرض فى النهاية.

وقام الملك أحمس الأول بتقدير وتكريم جدته الراحلة الملكة تتى شرى أقصى ما يكون التقدير والتكريم. فأقام لها ضريحاً فى منطقة أبيدوس الخالدة

أقام هناك لوحة تذكارية تخلد ما فعله من أجل تلك الجدة العظيمة.ولم يُعثر لها على مقبرة إلى الآن، وربما تكون قد دُفنت فى منطقة دراع أبوالنجا فى البر الغربى لمدينة الأقصر. وعُثر على مومياء الملكة، التى تحمل اسم «المومياء ب غير المعروفة»، فى خبيئة الدير البحرى التى وُجدت فى مقبرة رقم 320، والتى اكتشفتها عائلة عبدالرسول فى عام 1881، واستكمل العمل فيها الفرنسى جاستو ماسبيرو . ووُجد اسمها مكتوباً على لفائف التحنيط الخاصة بموميائها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى