فى مثل هذا اليوم

حدث فى مثل هذا اليوم «24 فبراير 1945» إغتيال أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر ..

جريدة الأضواء

كتبت.. سماح محمد 

كان أحمد ماهر باشا من أنصار دخول مصر الحرب العالمية الثانية إلى جانب الإنجليز ، لأن ذلك من وجهة نظره سيعطي الجيش المصري خبرة ميدانية يفتقدها ، فهو جيش لم يدخل حرباً منذ عهد محمد علي ، لذلك فهو غير قادر علي حماية مصر وحماية قناة السويس ، وهي الذريعة التي تتذرع بها بريطانيا لإبقاء قواتها في مصر ..

وفي 24 فبراير 1945 عقد البرلمان المصري جلسته الشهيرة لتقرير إعلان الحرب على المحور والوقوف بجانب الحلفاء وإنضمام مصر للأمم المتحدة ، ومع إرتفاع حدة المعارضة بين مؤيد للمحور ومساند للحلفاء أضطر أحمد ماهر إلى عقد جلسة سرية مع مجلس النواب شرح لهم فيها المكاسب التى ستحصل عليها مصر في حال الإعلان الرسمى للحرب ضد المحور ودعم الحلفاء ، وأخيرا اقتنع مجلس النواب بما أوضحه أحمد ماهر لهم من بيانات و حجج وأسانيد ، وأستطاع ان يحصل على تأييد شبه جماعي لإعلان الحرب على المحور ، وبعد الحصول على الموافقة الرسمية للبرلمان قرر ماهر التوجه مباشرة إلى مجلس الشيوخ لطرح حجته عليهم ( يذكر أن المسافة بين البرلمان ومجلس الشيوخ قريبة جداً ) وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق النار عليه وقتله في الحال ..

بعد الحادث ألقي القبض على حسن البنا وأحمد السكري وعبد الحكيم عابدين و آخرين من جماعة الإخوان المسلمين والتي كان يعتقد أن العيسوي عضواً فيها ، ولكن بعدها بأيام تم الإفراج عنهم بسبب اعتراف العيسوي بانتمائه للحزب الوطني ..

بعد الإفراج عن قيادات الجماعة لم يذكر أي أحد منهم علاقته بالعيسوي ولكن في سنوات لاحقة شهد البعض بعلاقة الجماعة بالعيسوي ، ومنها شهادة الشيخ أحمد حسن الباقوري في مذكراته الشخصية والتي حملت اسم “بقايا ذكريات” ..

وفي الوقت نفسه كان العيسوي قد أقر عند القبض عليه أنه ينتمي للحزب الوطني المعارض وأنه أقدم علي فعلته ليمنع قرار دخول مصر الحرب مع إنجلترا ، وتؤكد مصادر أخرى أن العيسوي كان محامي متدرب في مكتب عبد الرحمن الرافعي ..

أما سبب الإغتيال فكان إعتراض القاتل على قرار الحكومة المصرية برئاسة أحمد ماهر باشا بإعلان مصر الحرب الدفاعية على ألمانيا واليابان صباح يوم الإغتيال وهو الأمر الذى سخر منه راديو برلين بإعلانه زيادة ميزانية الحرب بمقدار مارك واحد ردا على الإعلان المصرى ..

كانت رؤية أحمد ماهر باشا وحكومته أن إنضمام مصر للهيئة التأسيسية للأمم المتحدة مكسب سياسى هام وخطوة فى سبيل سيادة مصر وتأكيدا على إستقلالها .. ولم يكن هناك ما يخشى على الجيش المصرى آنذاك إذا أن الحرب كانت قد شارفت على الإنتهاء فعليا بهزيمة دول المحور : ألمانيا واليابان وإيطاليا ..

صورة الجنازة ، وجدير بالذكر بأنه قد تم دفن الجثمان فى الضريح الواقع فى شارع الملكة نازلى (رمسيس حاليا) أمام بوابة مستشفى الدمرداش وهو قائم إلى الآن ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى