مقال

إنسانية هذا الدين العظيم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إنسانية هذا الدين العظيم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 25 فبراير 2024

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد إليكم ذلكم الموقف النبوي الشريف الذي تتجلى فيه إنسانية هذا الدين العظيم، في شخص النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فقد ثبت في صحيح البخاري وغيره أن غلاما من اليهود كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه.

فقال “أسلم” فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه، فقال له أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول “الحمد لله الذي أنقذه من النار” رواه البخاري، فهذا الموقف النبوي يكشف جانبا إنسانيا هاما في التعامل مع غير المسلمين، وهو أن تلك الزيارة النبوية، الرحيمة الكريمة، لفتى يهودي، في بيت يهودي، وهو خادم صغير، وليس بسيد ولا بأمير، ومع ذلك فقد تجلت مشاهد العظمة الإنسانية، والكرم والأخلاق والنبل المحمدي، من سيد الأنبياء والمرسلين لهذا الفتى.وقد ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله غفر لبغي فيمن كان قبلنا بسبب كلب رأته يلهث من العطش، فسقته فغفر الله لها، وذكر صلى الله عليه وسلم أيضا أنه عذبت امرأة بالنار بسبب هرة حبستها فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.

فالإنسانية الحقة هي في دين الإسلام، الذي جاء والإنسانية في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، يأكل قويهم ضعيفهم، ولا يرحم غنيهم فقيرهم، فأخرجهم الله بهذا الإسلام، وبهذا القرآن، من الظلمات إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الجهل إلى العلم النافع، ومن الظلم والجور إلى العدل، ولا يصلح آخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أولها، فليكن انتسابنا إلى دين الإنسانية الحقة، واعتزازنا به، وفق الله الجميع للتمسك بالإسلام، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه، وإن العظمة الإنسانية والقوة الإيمانية لا تعرف في الرخاء قدر ما تعرف في الشدة، وان النفوس الكبار هي التي تملك أمرها عند بروز التحدي وان الله يحب المؤمن القوي، فالخيرية موجودة وأصل الخير فيهما موجود، لكن التفاوت النسبي الإضافي.

عند المؤمن القوي الذي يحبه الله عز وجل، مؤمن قوي في دعوته، قوي في تأثيره، قوي في إرادته، أحب إلى الله عز وجل من المؤمن الضعيف، وإن الثبات في زمن الرخاء ليس كالثبات في زمن الفتن فالأول سهل، والثاني كالقابض على جمر، فاسألوا ربكم الثبات وقولوا اللهم ارزقنا الثبات على الحق حتى الممات وابعد عنا الفتن وارزقنا الثبات بالأعمال، والإخلاصُ لله فيها، والاستدامة عليها، فإن البقاء على الطاعة في كل حين أو التهاون عنها كرات ومرات ليعودان في المرء بإذن الله إلى القلب، وهو أكثر الجوارح تقلبا في الأحوال، حتى قال فيه المصطفى صلي الله عليه وسلم إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا على بطن” رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى