اخبار مصر

الصبر على الجوع وشظف العيش

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصبر على الجوع وشظف العيش
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 25 فبراير 2024

الحمد لله العظيم في قدره، العزيز في قهره، العليم بحال العبد في سرّه وجهره، يسمع أنين المظلوم عند ضعف صبره، ويجود عليه بإعانته ونصره، أحمده على القدر خيره وشره، وأشكره على القضاء حلوه ومره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآيات الباهرة، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما جاد السّحاب بقطره، وطلّ الربيع بزهره، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن من الثاب هو ثبات أصحاب الرجيع، وأتدرون ما يوم الرجيع ؟ انها سرية مرثد بن أبي مرثد أو سرية الرجيع وهي إحدى سرايا الرسول المصطفي صلي الله عليه وسلم، وقد أرسل فيها الصحابي مرثد بن أبي مرثد في عشرة من الصحابة وقيل ستة، وكان ذلك في شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة.

وقد غُدر بهم عند بئر الرجيعن وأتعرفون عاصم بن ثابت؟ إنه الرجل الذي لم ينزل علي ذمة كافر وحمته الدبر، فانظروا كيف ثبت هؤلاء الكبار حتى سخر الله لهم جنوده فهذا عاصم عصمه ربه بالدبر وهذا خبيب رزقه الله بالفاكهة في غير وقتها حتي أنه جاء في بعض الروايات أنهم أرادوا التمثيل به فبلعته الأرض ولذلك قيل عنه بليع الأرضن وانظروا كيف بلغ خبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلد ذكرهم رضي الله عنهم، وانظر مقالة خبيب وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظر كيف أتم الله الرسالة وارتفعت راية الإسلام واندثر القتلة أهل الكفر، فإن الكفار ينفقون أموالهم ليصدوا أهل الثبات عن دين الله تعالي فهم لا يدخرون جهدا من أجل غايتهم الم يخبرنا الله ورسوله بذلك، فاين أهل الثبات حتي في غير الأزمات.

وأهل الثبات على الطاعة فقيل أنه رأى وهب بن الورد قوما يضحكون في يوم عيد فقال إن كان هؤلاء تقبّل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يتقبّل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين” فيا أيها المؤمنون إذا انتابتنا أزمات فلنثبت ولنردد حسبنا الله ونعم الوكيل نعم إذا وقعتم في أمر عظيم فقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل وبخاصة نحن الآن في أمر عظيم وفي مأزق عصيب، فالله كافينا، وهو حسبنا، وهو حافظنا، وهو راعينا، وهو نعم المولى ونعم النصير، وقد سبق أن ردد سيدنا إبراهيم عليه السلام هذه العبارة حين ألقي في النار بقوله حسبنا الله ونعم الوكيل، وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام في منطقة ديار بكر بتركيا حين ألقوه في النار، وإنه يتطلب منا في الوقت الراهن من كل مسلم ومسلمة التحلي بالقوة والعزيمة.

لمجابهة الأزمات وتحديات العصر وإنما تتحقق القوة في إتباع الحق والشجاعة في لزوم الثبات عليه، ولو جانبه سائر الخلق، فلا يقبل الذلة في دينه، ولا المداهنة في عقيدته، ولا المساومة على أخلاقه وقيمه، وعرضه وأرضه بل يلازم الحق في كل حال، ويحارب الباطل وأهل الضلال، ويرد الباطل على ما جاء به من الناس كائنا من كان، وهذه هي القوة في مواقف المصطفي صلى الله عليه وسلم، وهو خير من تحلي بالقوة في أحلك الأزمات وهو القدوة والاسوة الحسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا وصلوا وسلموا على النبي المختار، سيد الأبرار، صادق الأخبار، فقد أمركم الله بذلك ليل نهار، فقال الواحد القهار” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

فاللهم صل على عبدك ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بشر وسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى