مقال

الصلاة الألفية المبتدعة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصلاة الألفية المبتدعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمر بالإجتماع ونهى عن الإفتراق، وأشهد أن لا إله إلا الله الحكيم العليم، الخلاق الرزاق، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رُفع إلى السماء ليلة المعراج حتى جاوز السبع الطباق، وهناك فرضت عليه الصلوات الخمس بالاتفاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في الآفاق، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم التلاق ثم أما بعد ذكت المصادر الإسلامية الكثير عن شهر شعبان وعن أحداثه، فقال ابن باز رحمه الله، إن كل ما ورد في فضل هذه الليلة من الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة التي لا أصل لها، وبالتالي فهي ليلة لا تخص بشيء من العبادات من صلاة خاصة أو قراءة، وأنه لا يجوز تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام دون غيره من الأيام إلا في حالات معينة.

وهي أن يصومه مع باقي أيام شهر شعبان المستحب الإكثار من الصوم فيه، وكذلك يجوز صيامه لمن كانت له عادة في الصيام كصيام يوم وإفطار يوم، أو لمن كانت عادته صيام الإثنين والخميس إذا وافقت تلك الأيام يوم النصف من شعبان، وكذلك يجوز صيامه باعتباره من الأيام البيض، وأنه لا ميزة لشعبان كشهر على غيره من الشهور، سوى ما ورد من كثرة صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، ومغفرة الله لخلقه في وسطه، فلا ميزة لشهر شعبان كما يتناقله الناس، ويوردون له أحاديث لا تصح ومنها ما ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر” وقيل هو حديث موضوع.

وأيضا قيل عن أنس بن مالك رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي ” فقيل هو حديث موضوع، وقيل أيضا ” إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب” وقيل هو ضعيف، وقيل أيضا ” أن في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت يقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة” وهو ضعيف، وقيل أيضا عن الصلاة الألفية وهى بدعه ابتدعتها الناس بما يسمى بالصلاة الألفية، وهذه الصلاة المبتدعة تسمى بالألفية، لقراءة سورة الإخلاص فيها ألف مرة، لأنها مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات، وقد رُويت صفة هذه الصلاة، والأجر المترتب على أدائها، من طرق عدة ذكرها ابن الجوزي في “الموضوعات”

ثم قال “هذا حديث لا نشك أنه موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل، وفيهم ضعفاء بمرة، والحديث محال قطعا” وهي مما ابتدعه الناس في النصف من شعبان، وقد قال عنها الإمام النووي في كتاب “المجموع” الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب “قوت القلوب” و”إحياء علوم الدين” ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة، فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك، اللهم انفعنا بالقرآن العظيم وبهدي النبي الكريم واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى