مقال

إن الله يغفر الذنوب جميعا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إن الله يغفر الذنوب جميعا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 1 مارس 2024

إن الحمد لله الخافض الرافع نحمده أن أنزل القرآن على الناس يتلى وأذهب به عن الأرواح المواجع، يا ربنا لك الحمد على كل حال وواقع، اللهم إنا نشهدك على أنفسنا بأننا نشهد بأنك أنت الله رب كل شيء ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، محمد عبدك ورسولك، اللهم صل وسلم وبارك عليه واجعل له صلاتنا وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع، وبعد عباد الله اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد لقد خلق الله عز وجل الإنسان لعبادته وإتباع أوامره وإجتناب نواهيه عز وجل، فمنهم من إتبع رضوان الله تعالي ومنهم من صد عنه جل وعلا وإن أصحاب الكبائر متى تابوا إلى الله عز وجل قبل الله تعالي توبتهم وغفر ذنوبهم، فقال الله تعالى ” إن الله يغفر الذنوب جميعا”

ولكن في شهر رمضان تتأكد التوبة والإستغفار، فعلى كل مسلم أن يحاسب نفسه وينظر في أعماله ليدخل في هذه الشهر وقد طهر نفسه من الذنوب حتى يدخل فيه بنفسى نقية حتى يتفرغ لعبادة الله سبحانه وتعالى، وإن من فضائل هذا الشهر أنه تفتح فيه أبواب الجنان، وذلك بتيسير الأعمال الصالحة وتسيلها على أهل الإيمان، لأن الجنة إنما تحصل بالأعمال الصالحة بسبب الأعمال الصالحة، فالله يفتح أبواب الجنان لأجل أن يتسابق المسلمون إليها بالأعمال الصالحة، وهى في هذا الشهر موفرة وميسرة لمن يسره الله له، وتغلق فيه أبواب النيران وذلك بأن المسلمين يتوبون إلى الله ويستغفرونه فينجون من النار، لأن الأعمال السيئة سبب لدخول النار، فالله عز وجل يغلقها عنهم فى هذا الشهر بمعنى أنه يسر لعباده التوبة والإستغفار.

وترك الذنوب والمعاصي حتى ينجو من هذه النار، وهذا الشهر يغل في الشيطان، فلا يتمكن من إشغال المسلمين عن دينهم، كما كان يفعل ذلك في غير رمضان، في رمضان الله عز وجل يمنعه عن عباده المؤمنين لا يوسوس لهم، ولا يشغلهم، ولا يصدهم عن الأعمال الصالحة، ولهذا تجد المسلمون ينشطون في هذا الشهر ويقبلون على الأعمال الصالحة أكثر من غيره عن رغبة وطواعية لأن الشيطان لا يتمكن من إشغالهم وصدهم عن الأعمال الصالحة وهذا شيء مشاهد، فإن إقبال الناس على العبادة في هذا الشهر المبارك دليل على أن الشيطان قد منع من أن يحول بينهم وبين الطاعات، لكنه يسلط على أولياءه، فالله عز وجل منع حزبه وجنده من أن يتسلط عليهم الشيطان، وإن من الأخطاء التى تتعلق بالصوم، وهو النية.

فإن البعض من الناس لا يبيت النية للصيام، فإذا علم المرء بثبوت رؤيا شهر رمضان وجب عليه أن يبيت النية للصيام، والنطق بها ليس من هدى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية “والتكلم بالنية ليس واجبا بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح” وأيضا من الأخطاء هو الغيبة والنميمة وهما من المنهيات في الصيام وغيره ولكن في الصيام أشد وأحرى ويفصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ” رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش” رواه أحمد، ويقول ابن القيم فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام وصوم البطن عن الشراب والطعام فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده، فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته فتصيره بمنزلة من لم يصم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى