مقال

الصوم والصبي البالغ تسع سنوات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصوم والصبي البالغ تسع سنوات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 3 مارس 2024

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمدك اللهم حمدا ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء، وأشكرك وأستغفرك، وأشهد أنك أنت الله وحدك لا شريك لك، ولا حول ولا قوة إلا بك، بك نحول، وبك نصول، وبك نقاتل، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبدك ورسولك الذي جاهد في الله حق جهاده، جاهد بسيفه ولسانه وسنانه، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، ولكن هل يجب الصوم على الصبي البالغ تسع سنوات؟ وإن الجواب هو أنه لا يجب الصوم على الصبى حتى يبلغ إما بالعلامات المعروفة، وأشهرها الاحتلام للذكر والأنثى والحيض للأنثى.

أو ببلوغه خمسة عشر عاما قمرية، ويجب على الولى أن يأمر أبناءه الصغار بالصوم متى بلغوا سن التمييز، وهو السابعة من العمر إن كانوا قادرين على ذلك، ولكن متى يؤمر الطفل بالصوم؟ فإنه يؤمر وهو ابن سبع سنين قياسا على الصلاة، ويرغّب في ذلك ولا يجبر، وهل يشترط تبييت النية للصبى المميز إذا أراد الصوم؟ وهو إذا أراد الصبى المميز أن يصوم في رمضان فعليه أن ينوى من الليل لأن هذا شرط أداء هذه الفريضة وإن لم تكن واجبة عليه؟ وهل إذا أكل شاكا فى طلوع الفجر ثم تبيّن عدم طلوع الفجر هل يصح صيامه؟ فإنه من فعل هذا لم يفطر وصيامه صحيح لأنه ثبت لديه أنه أكل ليلا، وكذا لو أكل شاكا ولم يتبين له الأمر فلم يدر هل أكل قبل الفجر أو بعده لأن القاعدة الشرعية تنص على أن اليقين لا يزول بالشك.

فاليقين وجود الليل، والشك حصل فى طلوع النهار فيبني على اليقين ويطرح الشك، وأما عن ما حكم من أكل أو شرب ظانا بقاء الليل ثم تبين طلوع الفجر؟ فإنه من أكل أو شرب ظانا بقاء الليل ثم تبين طلوع الفجر يجب عليه إمساك بقية اليوم احتراما للشهر الكريم، ويجب عليه قضاء ذلك اليوم بعد رمضان، وأما عن ما حكم من أكل أو شرب ظانا غروب الشمس ثم تبين له أن الشمس لم تغرب بعد؟ فإنه من أكل أو شرب ظانا غروب الشمس ثم تبين له أن الشمس لم تغرب بعد بطل صومه وعليه القضاء، ولا يجوز الفطر قبل التحقق من غروب الشمس إما بمشاهدتها أو بالاجتهاد أو بإخبار من يثق بدينه، وأما عن ما حكم الأكل أو الشرب أثناء الأذان الأول؟ فإنه يجوز الأكل والشرب أثناء الأذان الأول، لأنه يكون قبل طلوع الفجر.

والمقصود منه أن يشعر المسلم بقرب طلوع الفجر ويستعد للإمساك عند سماع الأذان الثانى، وما حكم الأكل أو الشرب أثناء الأذان الثانى؟ فإنه لا يجوز الأكل والشرب أثناء الأذان الثاني لأن الأذان الثاني إعلام بطلوع الفجر ووجوب الإمساك، وقد قال الله تعالى فى سورة البقرة ” وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر” ومن فعل ذلك فقد أبطل صومه، وعليه الإمساك بقية اليوم والقضاء، وما حكم الأكل أو الشرب ناسيا فى نهار رمضان أو في صوم النفل والتطوع ؟ فإنه من أكل أو شرب ناسيا وهو صائم في الفرض أو النفل فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه، ولا فرق فى ذلك بين أن يكون الصوم فريضة أو نافلة، اللهم أعز دينك وأعلي كلمتك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم وفق ولي أمرنا لرضاك واجعل عمله في هداك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى