مقال

تعظيم القرآن في نفوس المؤمنين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تعظيم القرآن في نفوس المؤمنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 مارس 2024

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، روي عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أنه قال أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى الكتبة فى سماء الدنيا، ثم أنزل به جبريل عليه السلام نجوما يعني الآية والآيتين في أوقات مختلفة في إحدى وعشرين سنة، وقال مقاتل في قوله تعالى شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن قال أنزل من اللوح المحفوظ كل عام في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، ثم نزل إلى السفرة من اللوح المحفوظ في عشرين شهرا، ونزل به جبريل في عشرين سنة.

وروى واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان والتوراة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين” ولقد أكرم الله عز وجل أمة الإسلام، فقد أكرمها بالقرآن الكريم، كما أكرمها بخاتم الرسل الكرام فأنزل الله تعالى كتابه الحكيم مصدقا لما قبله من الكتب السماوية ثم تكفل سبحانه وتعالى بحفظه وصيانته، وللقران الكريم يا أمة القرآن له فى نفس المؤمن مكانة ليس لأى كتاب على الإطلاق، فالقرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، وكفى بذلك تعظيما في نفوس المؤمنين، فالمؤمن يعظم ربه ابتداء فيعظم بالتالي كل شيء يأتيه من عند ربه فكيف بكلام ربه؟ فإنه يكفى المؤمن شرفا أن يستشعر في قلبه.

أن الله تعالى يخاطبه شخصيا بهذا القرآن الكريم، وإنه لا يوجد في تاريخ البشرية كتاب نال من المكانة في نفوس أصحابه كما نال القرآن، ولا يوجد كتاب قرئ وحفظ مثل هذا الكتاب، ولا عجب إن سماه الله تعالى القرآن، فهو الكتاب المقروء، ويقول الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الإسراء ” إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ” فمن تمسك به نجا من الفتن، فإنه روح المؤمن ونور هدايته، وأما عن قوله تعالى ” القرآن ” فإن القرآن هو اسم لكلام الله تعالى، وهو بمعنى المقروء، كالمشروب يسمى شرابا، والمكتوب يسمى كتابا، وعلى هذا قيل هو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنا بمعنى، قال الشاعر، ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا، أي قراءة.

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن في البحر شياطين مسجونة أوثقها نبى الله سليمان عليه السلام يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا أى قراءة، وفي التنزيل قوله تعالى ” وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا” أى قراءة الفجر، ويسمى المقروء قرآنا على عادة العرب فى تسميتها المفعول باسم المصدر، كتسميتهم للمعلوم علما وللمضروب ضربا وللمشروب شربا، ثم اشتهر الاستعمال فى هذا واقترن به العرف الشرعى ، فصار القرآن اسما لكلام الله، حتى إذا قيل القرآن غير مخلوق، يراد به المقروء لا القراءة لذلك، وقد يسمى المصحف الذى يكتب فيه كلام الله قرآنا توسعا، وقد قال صلى الله عليه وسلم “لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو أراد به المصحف” وهو مشتق من قرأت الشيء جمعته،

وقيل هو اسم علم لكتاب الله، غير مشتق كالتوراة والإنجيل، وهذا يحكى عن الشافعي والصحيح الاشتقاق في الجميع، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الشورى ” وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم، صراط الله الذى له ما فى السماوات وما فى الأرض ألا إلى الله تصير الأمور “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى