مقال

الأحكام الخاصة بصيام رمضان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الأحكام الخاصة بصيام رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 16 مارس 2024

الحمد لله وفق من شاء لعبادته، أحمده سبحانه وأشكره على تيسير طاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بلوغ جنّته، وحذّر العصاة أليم عقوبته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، كان إماما في دعوته، وقدوة في منهجه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاة دائمة حتى نبلغ دار كرامته، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالي، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن أحكام الصيام في شهر رمضان، وينبغي للمتزوجين الوقوف على العديد من الأحكام الخاصة بصيام رمضان، ومنها حكم الجماع للصائم.

حيث يُحرّم على الصائم فى نهار رمضان جماع زوجته لأن الجماع يُعدّ كالأكل، والشرب في اعتباره من مبطلات الصيام، فقال الله تعالى ” أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل” فالآية تدل على الإِذن بالمباشرة في ليلة الصيام، ويستفاد من ذلك أن الصيام يكون عن الأكل، والشرب، والجماع، وسائر المفطرات، ويرجع سبب تحريم الجماع في نهار رمضان، واعتباره من المفطرات إلى أن المقصود من عبادة الصيام هو كفّ النفس عما اعتادت عليه من الشهوات، كالأكل، والشرب.

وخصوصا أن الراحة والانغماس فى الشهوات أمر يزيد من وساس الشيطان، ويضعف العزيمة على العبادات والعمل، والجماع من نعم البدن، مثله فى ذلك مثل الأكل والشرب ولذلك حرمه الله سبحانه وتعالى فى نهار رمضان، وجعله من المفطرات، بل رتب على من أفسد صومه بالجماع كفارة مغلظة، وقد بيّن أهل العلم أن من جامع زوجته فى نهار رمضان ترتب عليه الإثم، وبطل صيامه، ووجب عليه إمساك ما تبقّى من النهار إذ إن كل من أفسد صيامه في نهار رمضان، بغير عذر شرعى وجب عليه إمساك بقية اليوم، بالإضافة إلى وجوب قضاء ذلك اليوم، والكفارة، ومن الجدير بالذكر أن كفارة الجماع فى نهار رمضان من أغلظ الكفارات وهى تكون بعتق رقبة، فإن لم يجد، فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فإطعام ستين مسكينا.

أما إن كان الصيام نافلة وأفطر المكلف بالجماع، فلا يترتب عليه شيء، وقد بيّن أهل العلم حكم من جامع زوجته في نهار رمضان ناسيا فقالوا بعدم بطلان صيامه قياسا على حكم من أكل أو شرب ناسيا، ورفع المؤاخذة عنه، وإن كان هذا مستبعد الوقوع في صيام الفريضة، خصوصا أنه فعل مشترك بين الزوجين، فاللهم اجعل عبادتك أحب إلى نفوسنا من الماء على الظمأ، اللهم اجعل قلوبنا تحب الطاعات، وتلتذ بها، وتجد حلاوتها، وتستحضر عظمة الرب فيها، وتمتلئ بالخشوع في أدائها برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك نعيما لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، والشوق إلى لقائك، ولذة النظر إلى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم خذ بنواصينا إلى طريق الحق والسداد، وألهمنا الرشد والصواب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى