مقال

الدكروري يكتب عن عندما تتألم النفوس المؤمنة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن أحكام الصيام في شهر رمضان، فالصائم حقيقة هو من خاف الله تعالي في عينيه فلم ينظر بهما نظرة محرمة واتقى ربه في لسانه فكف عن كل قول محرم، وخشيه في أذنيه فلم يسمع بهما منكر، وخشيه في يديه فمنعهما من سرقة وغصب وغش وإيذاء، وخشيه في رجليه فلم يمش بهما إلى حرام، وخشيه في قلبه فطهره من الحقد والغل والحسد والبغضاء.

فقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما “إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء” فيا أيها الناس إحذروا من التفريط في هذا الشهر العظيم فأيامه معدودة وساعاته محدودة ولا تكن من أولئك الذين جعلوا رمضان موسم للهو والعصيان، فإحذروا من الغفلة والإعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية حيث قال تعالى ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى” فكم تتألم النفوس المؤمنة وتتقطع حسرة على ما تراه من شباب المسلمين الذين اجتمعوا على اللهو وقتل الأوقات في ليالي رمضان الفاضلة. 

فكم من الحرمات لله تنتهك ومعاصي يجاهر بها في ليالي رمضان المباركة والله المستعان، فيا خسارة المفرطين ويا ندامتهم يوم وقوفهم بين يدي رب العالمين عند سؤاله لهم “ماذا أجبتم المرسلين” فاجتهد أيها الأخ المبارك في إغتنام أيام العمر ولياليه، عباد الله اتقوا الله وتزودوا في هذه الحياة فكم في المقابر من أناس صاموا معنا رمضان في أعوام ماضية وهم الآن تحت الثرى رهناء الأعمال واحمدوا الله أن أمهلكم لتدركوا هذا الموسم العظيم فاستعدوا له بالتوبة النصوح والنية الصادقة على إستغلاله وإغتنامه بالأعمال الصالحة ومن هذه الأعمال هو الصيام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف يقول الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” 

و من الأعمال الصالحة هو القيام فقد فقال صلى الله عليه وسلم “من قام إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” فاحرص على صلاة الترويح مع الإمام فقد قال صلى الله عليه وسلم “من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة” وكان السلف يعتمدون على العصي من طول القيام وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر، ومنها الصدقة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أفضل الصدقة صدقة في رمضان” ومن الصدقة إطعام الطعام فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلي الله عليع وسلم ” أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا على ظماء سقاه الله من الرحيق المختوم” ومن الصدقة تفطير الصائمين فقال رسول الله صلي الله عليع وسلم “ومن فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى