مقال

الدكروري يكتب عن أي رمضان يكون رمضانك

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 18 مارس 2024

الحمد لله الذي امتن على عباده بالأسماع والأبصار وكرم الإنسان ورفع له المقدار، واصطفى من عباده المتقين الأبرار، فوفقهم للطاعات وصرفهم عن المنكرات وأعدّ لهم عقبى الدار، أحمده سبحانه فهو الذي خلق المنطق واللسان، وأمر بالتعبد وذكر الرحمن ونهى عن الغيبة ومنكر البيان، فسبحانه من إله عظيم يحصي ويرقب ويرضى ويغضب، وينصب الميزان، يوم تنطق الجوارح وتبين الفضائح، فإذا هم قد أحصيت أعمالهم، وهتكت أستارهم وفشت أسرارهم ونطقت أيديهم وأرجلهم، فأشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد. 

إن رمضان هو شهر التوبة فأي رمضان يكون رمضانك؟ فقد صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال ” آمين، آمين، آمين ” فقيل يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين فقال صلى الله عليه وسلم ” إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين، قلت آمين ” رواه ابن خزيمة وابن حبان، فالوحى الوحى قبل أن لا توبة تنال، ولا عثرة تقال، ولا يفدى أحد بمال، فحثوا حزم جزمكم، وشدوا لبد عزمكم، وأروا الله خيرا من أنفسكم، فبالجد فاز من فاز، وبالعزم جاز من جاز، واعلموا أن من دام كسله خاب أمله، وتحقق فشله، فيا عبد الله، هذا أوان الجد إن كنت مجدا، وهذا زمان التعبد إن كنت مستعدا، هذا نسيم القبول هب، وهذا سيل الخير صب. 

وهذا الشيطان كب، وهذا باب الخير مفتوح لمن أحب، وهذا زمان الإياب، وهذا مغتسل بارد وشراب، رحمة من الكريم الوهاب، فأسرعوا بالمتاب قبل إغلاق الباب، فبادر الفرصة، وحاذر الفوتة، ولا تكن ممن أبى، وخرج رمضان ولم ينل فيه الغفران والمنى، وها هو موسم التوبة والإنابة، فباب التوبة مفتوح، وعطاء ربك ممنوح، فمتى يتوب من أسرف في الخطايا وأكثر من المعاصي إن لم يتب في شهر رمضان؟ ومتى يعود إن لم يعد في شهر الرحمة والغفران؟ فبادر بالعودة إلى الله، واطرق بابه، وأكثر من استغفاره، واغتنم زمن الأرباح، فأيام المواسم معدودة، وأوقات الفضائل مشهودة، وفي رمضان كنوز غالية، فلا تضيعها باللهو واللعب وما لا فائدة فيه، فإنكم لا تدرون متى ترجعون إلى الله تعالي. 

وهل تدركون رمضان الآخر أو لا تدركونه؟ وإن اللبيب العاقل من نظر في حاله، وفكر في عيوبه، وأصلح نفسه قبل أن يفجأه الموت، فينقطع عمله، وينتقل إلى دار البرزخ ثم إلى دار الحساب، جعل الله صيامنا صياما حقيقيا مقبولا وجعله إيمانا وإحتسابا إيمانا بما عنده، وإحتسابا لثوابه، كما أسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم وسائر المسلمين ممن صام الشهر، واستكمل الأجر، وفاز بليلة القدر، كما أسأله أن يجعلنا ممن يصومونه ويقومونه إيمانا واحتسابا، فاللهم اكتب صيامنا في عداد الصائمين وقيامنا في عداد القائمين، اللهم انصر إخواننا المستضعفين، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين وسائر الأرض يا رب العالمين، اللهم كن معهم، اللهم أبرئ جريحهم، واشف مريضهم. 

وحمل حافيهم، وآو طريدهم وشريدهم، وارحم ميتهم، اللهم إنك تعلم ما يلاقون وأنت القوي، وأنت على كل شيء قدير فانصرهم، وسدد رميهم وثبت أقدامهم، وأعنهم ولا تعن عليهم، اللهم ابطش بالظالمين، واقصم ظهور الجبارين، اللهم إنا نسألك يوما قريبا تأتنا به بالفرج يا رب العالمين، اللهم فرج عن أمة محمد صلي الله عليه وسلم اللهم انصر دينك وكتابك وسنة رسولك صلي الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى