ثقافة

مطابقة القول الضمير

الدكروري يكتب عن مطابقة القول الضمير
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 20 مارس 2024

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد إنه لا بد أن تكون الأخلاق حاضرة في كل خطوة من خطوات طالب العلم، إذا تمكن من استحضار الأخلاق الفاضلة في كل تفاصيل حياته، عندها يحقق الرابطة المتينة بين العلم والأخلاق، والتي لا يمكن أن تفك عراها بسهولة، لا سيما إذا كان يعتنق هذه الأخلاق وهو مقتنع بأهميتها في صقل علمه وتهذيبه وتقويمه وتوظيفه في كل ما يخدم المجتمع المحيط به، ولما يتحقق ذلك سيشعر هو بلذة العطاء، وسعادة الرضا عن النفس، كان يهدف إلى تبيان أهمية العلم في حياة الأمم، ودوره في بناء الحضارات وتطورها.

ورقي المجتمعات وتطاول بنيانها وهو محقّ في ذلك، إلا أن هذا التطور وتلك الرفعة والمكانة التي ستحوزها المجتمعات بالعلم، لا بد لها من أمر آخر يضمن لها البقاء والاستمرارية، ألا وهو الأخلاق، بذلك تتضح الصلة الوثيقة بين العلم والأخلاق من جهة، وتتبين أهمية الأخلاق في بقاء الأمم والمجتمعات واستمرارها، واعلموا يرحمكم الله إن الصدق هو مطابقة القول الضمير، والمخبر عنه، فإذا طابق قولك ما في ضميرك والشيء الذي تخبر عنه فأنت صادق، والعكس بالعكس، فإذا انخرم شرط من هذه الشروط، فإنه لم يكن صدقا، بل إما أن يكون كذبا أو مترددا بينهما يعني بين الصدق والكذب، وإن الصدق على مراتب، والصادقون على مراتب، فالصديق أبلغ من الصدوق، والصدوق أبلغ من الصادق، فأعلى مراتب الصدق هي مرتبة الصديقية.

التي أشار الله تعالى إليها بقوله كما جاء فى سورة النساء ” فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء ” وقد سُمي أبو بكر الصديق رضى الله عنه “صديقا” لكثرة تصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عبارات السلف في الصدق، أنه قال عبد الواحد بن زيد “الصدق الوفاء لله بالعمل” وقيل هو موافقة السر النطق، وقيل هو استواء السر والعلانية، وقيل أن الصدق هو القول بالحق في مواطن الهلكة، وقيل أنه كلمة حق عند من تخافه وترجوه، وقال بعضهم أنه لا يشم رائحة الصدق من داهن نفسه أو غيره، وقال بعضهم أن الصادق لا تراه إلا في فرض يؤديه أو فضل يعمل فيه، وقال الجنيد “حقيقته أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب” والصدق هو من صميم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.

فكان يدعو إلى الأسس ولم يكن في دعوته في مكة الفروع ولا التوسع في الأحكام من الحلال والحرام، وهكذا فإن الصدق من أسس دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في مكة قبل أن يهاجر إلي المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى