مقال

الدكروري يكتب عن العصاة ورب العرش

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 21 مارس 2024

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، ثم أما بعد إن هناك أسباب جالبة لمحبة الله عز وجل ومنها قراءة القرآن وتدبره والتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، ودوام ذكر الله على كل حال بالقلب واللسان والعمل، وإيثار محاب الله على محاب النفس، والتأمل في أسماء الله وصفاته ومعرفته بها فإن ذلك يورث عظيم محبته، والتأمل في نعم الله تعالى على العبد فإن ذلك يدعو إلى محبة المنعم، وانكسار القلب بين يدي الله تعالى، والخلوة بالله وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه حين يبقى ثلث الليل الأخير وختم ذلك بالاستغفار. 

ومجالسة الصالحين المحبين الصادقين والاقتداء بهم، والابتعاد عن كل الأسباب التي تحُول بين القلب وبين الله عز وجل، وقد قال الحميدى في كتاب أصول السنة ” فلن يؤمن المؤمن إلا بالإستغفار لهم، فمن سبهم أو تنفصهم أو أحدا منهم فليس على السنة” ومن جميل كلام الأَصبهانى في كتاب الإمامة “فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم، ويحفظ عليهم ما يكون منهم فى حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه” ولقد عاقب شرعنا المتطاولين على الصحابة الكرام بالتأديب والتعزير من طرف أولياء الأمور، حتى يتوبوا إلى الله من فعلتهم، فقد نقل القاضي عياض عن الإمام مالك قوله “من شتم النبى صلى الله عليه وسلم قتل، ومن شتم أصحابه أدب” وقال أيضا “وإن شتمهم مشاتمة الناس، نكل نكالا شديدا” 

وعنه أيضا قال “من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كان فى قلبه عليهم غل، فليس له حق فى فيء المسلمين” وإعلم أنك موقوف يوم القيامة بين يدي القاضي العدل سبحانه، لتحاسب على كل ما سطرته يدك أو قلته فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة الكرام، فقد قال تعالى فى سورة ق ” ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” فلئن وجدت اليوم المرتع خصبا، فتمضمضت بأعراض الصحابة الأطهار، فمن يجيرك يوم القيامة من بطش الواحد القهار؟ فكما قال القائل تذكر وقوفك يوم العرض عريانا، مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا، والنار تلهب من غيظ ومن حنق، على العصاة ورب العرش غضبانا، اقرأ كتابك يا عبدي على مهل، فهل ترى فيه حرفا غير ما كانا. 

فإياكم والطعن على رموز المسلمين، من الصحابة الكرام، والتابعين الأخيار، والعلماء الأبرار، وذلك فى زرع الفتنة بين المسلمين الآمنين، وإثارة للبلبلة والشكوك في تاريخهم، ومصادر تدينهم، مما يجعل الأموال التي يجنونها من هذا السب والشتم وأموال حرام، اكتسبوها بطرق غير شرعية، وسوف تكون عليهم في الدنيا ويوم القيامة، فقال الله تعالى فى سورة الأنفال ” فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون” فلنحرص على هذه الأسباب المباركة، ونحذر من ضدها، عسى الله أن يكرمنا بمحبته وعنايته وعفوه وفضله وكرمه وجنته، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أحميعن، ومن تبعهم بإحسان وسار على نهج الكتاب والسنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى