مقال

الدكروري يكتب عن ذو الأخلاق الفاضلة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 21 مارس 2024

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، إن ذو الأخلاق الفاضلة تجده وقورا رزينا، ذا سكينة وتؤدة، عفيفا نزيها، لا جافيا ولا لعانا، لا صخّابا ولا صياحا، ولا عجولا ولا فاحشا، فيقابل تصرفات الناس نحوه بما هو أحسن وأفضل وأقرب منها إلى البر والتقوى، وأشبه بما يُحمد ويرضى، وإن من أعظم أنواع الخلق الحسن، هو خلق الحياء في الأقوال والأفعال. 

وكما قال ابن القيم، فهو أفضلها وأجلها وأعظمها قَدرا، وإن من أفضل الأخلاق وأجملها هو الإيثار وستر العيوب وإبداء المعروف والتبسم عند اللقاء، والإصغاء عند الحديث، والإفساح للآخرين في المجالس، ونشر السلام وإفشاؤه ومصافحة الرجال عند اللقاء والمكافأة على الإحسان بأحسن منه، وإبرار قسم المسلم والإعراض عما لا يعني وعن جهل الجاهل بحلم وحكمة، وهكذا كل تصرف طيب يجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم ابنا، وأوسطهم أخا، فعلينا أن نتحلى بحسن الخلق وبسط الوجه وحب الآخرين، وما أجمل قول ابن حبان عندما قال، الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق، لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد. 

وإن الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل، وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السيئ الأخلاق الصالحة كلها، وهكذا فلو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس، لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها، وعن أبى هريرة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ” رواه مسلم، وقد ضرب العلماء مثالا بهذه النوعية من الناس بالغراب، الذي يمر ببستان جميل فيه الثمار والأشجار تجرى من تحتها الأنهار يمر هذا الغراب فلا يخرج من البستان إلا بدودة، أو كالذباب الذي لا يحط إلا على القاذورات فينقل الجراثيم والميكروبات، وهناك من هو كالنحل لا يحط إلا على أطايب الزهر جعلني الله وإياكم منهم. 

فيا أيها المسلمون، اتقوا الله في سركم وجهوكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسب، واعلموا أن خير مخلوق إنسان آدمي وطئ الأرض هو نبيكم ورسول الله إليكم، وإلى الثقلين كافة محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فحياكم الله جميعا أيها الأحبة الكرام وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلا، وأسأل الله جل وعلا أن يجمعني وإياكم في هذه الدنيا دائما وأبدا على طاعته، وفى الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين صلى الله عليه وسلم في جنته، ودار كرامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى